نادر فوزليست عادة التوريث السياسي جديدة على المجتمع اللبناني. لذا يتوجّه الزعماء إلى ظاهرة جديدة تسمح بإنتاج «زعماء صغار» يتمتّعون بالمقادير ذاتها من الهضمنة/ الجفاصة، الشعر/ الصلع، الجدّية/ الاستهزاء...
إنها ظاهرة الـ«mini me»، المأخوذة من فيلم «أوستين باور» وعدوّه «Dr. Evil». استنسخ الأخير شخصاً على شكله لكن بحجم أصغر، بهدف أن يضمن استمرارية مشروعه للسيطرة على العالم بعدما هجر ابنه المملكة «الشريرة».
في لبنان، بدأت هذه الظاهرة بالانتشار بين الزعماء. فنلاحظ انتشار الـ«مينيميات» على امتداد جغرافيا الوطن. دون استثناءات يظهر هؤلاء، بنفس الشكل واللباس واللهجة و«الأنّة»، يقلّدون الـ«Evil» الخاص بهم. والفارق بين النموذجين أمر واحد فقط: الهضمنة. عادة ما يكون الأصليون مهضومين أكثر من المستَنسَخين، على اعتبار أنّ هؤلاء يريدون إظهار الجدّية والرصانة اللازمتين ليكملوا في موقعهم ولا يُستبدلوا بآخرين.
لكن، يجب أن ينتبه هؤلاء الـ«ميني مي»، إذا كان مصيرهم كـ«الميني مي» الأصلي في الفيلم، إلى أنّ أدوارهم ستنتهي مع عودة الابن الضال، فيتركوا مواقعهم وينضموا إلى الحلف الآخر. وثمة ضمن المينيميات اللبنانيين من فعل ذلك.
لكنّ المشكلة في لبنان هي أنّه لا وجود لـ«أوستن» ينقذ اللبنانيين. وهذا ما لا يعطي الأمل في تغيير الوضع، إلا إذا ظهر واحد حتى موعد الانتخابات النيابية.