عايدة عبد الوهابأشتاقك يا مدى أنت الأم... أشتاق إلى ضمة صدرك الحنون. أشتاق إلى رائحة ترابك الممزوج بعرق الفلاح ودم الشهيد، وأمل المعتقل وشمس الحرية للأسير فهل تشتاقين إلينا كما نشتاق إليكِ؟
أشتاق إلى قمحك وسنابلك الذهبية المشتاقة إلى لمسة أيادينا. وخمرك المعتّق الذي ينتظر شفاهنا لاحتسائهِ. أشتاق... وأتحرّق شوقاً إلى شمسك الحارقة، وظلّك الرغيد، أشتاق إلى قمرك الناعس الواسن في يد السماء وبين أضلع الغيوم فهل يا قمر بلادي تشتاقين إلي كما أشتاق إليك؟
أشتاق إليك يا مدينتي الفاضلة التي بناها القدماء ولكن ما سكنّاها... أبعدونا عنها هل لأننا لا نستحق العيش فيها؟ لأنها جنة الله على الأرض ولا يسكن الجنة إلّا من يستحقها ولا يستحقها إلّا من يدفع ثمنها وثمن الإقامة فيها غال؟ فالثمن هو الشهادة والآن عرفت وأدركت لماذا الشهيد يُزفّ يوم استشهاده لأنه يدفن في جنة الأرض وينتظر جنة السماء.
الآن عرفت لماذا يُلفّ الشهيد بعلم بلاده ليكون هويته عند دخوله الجنة.
وأنا أحسد الشهيد لذا أشتاق إلى ترابك أن يلفني. أشتاق إلى الشهادة، وأن أموت وأدفن في جنة الله على الأرض... فلسطين.