ظهر «strawberry quick»، نوع جديد من المخدّرات في المدارس وأماكن تجمّعات الأطفال من مدينة الملاهي إلى الساحات في الضيعةجبيل ــ جوانا عازار
تعرّف طلاب المدارس، أخيراً، إلى «strawberry quick» أو «strawberry met» بعد تسلّمهم مناشير تحذّرهم من الخطر الجديد الذي يتهدّدهم في أماكن الدرس واللعب. وفي التفاصيل التي ترد في المناشير أنّ هذا النوع من المخدّر يسمّى «Crystal meth» وهو يشبه حبّة الفراولة على شكل كريستال صلب (سكاكر تذوب و«تفرقع» في الفم). تتوافر هذه السكاكر بنكهات الشوكولاته، زبدة الكاكاو، الكولا، الكرز، العنب والليمون. وتوزّع على التلاميذ في ملاعب المدارس. كما تسببّ، حسب المناشير، إدخال الأطفال المستشفى وهم في وضع يرثى له.
أحدثت المناشير التي وزعت في عدد من المدارس في مناطق مختلفة، منها جبيل، بلبلة في صفوف الأهل، وانتشرت الخبرية بسرعة بين الطلاب بواسطة الرسائل الإلكترونية. وتكشف والدة إحدى التلميذات: «أخبرتني ابنتي عن هذا النوع من المخدّرات مبديةً خوفها من تفشّيه في المدرسة، ما دفعني إلى مراجعة المعنييّن للتحقيق في الموضوع».
ويؤكد رئيس جمعيّة جاد ـــــ شبيبة ضدّ المخدّرات، جوزيف الحوّاط، في اتّصال مع «الأخبار» أنّ الجمعيّة أعدّت دراسة في الفترة السابقة عن هذا الموضوع الذي ذاع صيته في الخارج منذ عام 2007، واستخدمه آنذاك مروّجو المخدّرات للتأثير في الأطفال واستقطابهم، وخصوصاً أنّ طعمه يشبه طعم الفراولة (Bonbon). وإذ يشير إلى أنّ توزيع المناشير أثار بلبلة كبيرة في صفوف الطلاب ومديري المدارس والأهل، يتحدث عن اتصالات عدة تلقّتها الجمعيّة في هذا الشأن، إذ قالت إحدى الأمهات إنّها حرمت أبناءها تناول السكاكر كليّاً سائلة عما إذا كان تناول «التشيبس يمثّل خطراً عليهم». فيما أبلغت أم أخرى الجمعية أنّها منعت أطفالها من الشراء من دكّان المدرسة.
ويوضح الحواط أنّ الجمعية تحركت فوراً خشية أن لا تفي المناشير بالهدف الذي تريده وأن تتحوّل إلى مادّة تسويقيّة تثير حشريّة المراهقين وتدفعهم إلى تجربة هذه السكاكر. فالجمعيّة تعمد حالياً إلى تحقيق التوعية التخصّصية السليمة في صفوف المواطنين. وتتطلب التوعية التوجّه إلى كلّ فئة عمرية «باللغة التي تناسبها والأسلوب الذي يختلف بين تلامذة المرحلة الابتدائيّة وآخرين في المرحلة المتوسّطة أو الثانويّة».
وفيما تبدي الجمعيّة تخوّفها من أن تصبح حملات التوعية عشوائيّة فتأتي نتائجها عكسيّة، يطلب الحواط من الجميع التعاون والتواصل دائماً مع المعنييّن من جمعيّات أهليّة ومتخصصين والتنسيق بطريقة دائمة مع مكتب مكافحة المخدّرات. فالهدف المشترك بين المهتمّين يبقى توعية المواطنين بطريقة سليمة والحدّ من انتشار آفة المخدّرات التي تهدّد مجتمعنا معتمدة أساليب وأشكالاً مختلفة. وتذكّر الجمعيّة الأهل بضرورة توعية أطفالهم على عدم قبول الحلويات وغيرها من الغرباء وضرورة التبليغ عن أيّ وضع يثير الشبهات أو عن هذه المادّة بالذات ليصار إلى معالجة القضية وفق الإجراءات الخاصّة السليمة المتّبعة في معالجة الآفات الاجتماعيّة.