إيلي تومامن أخرج الصوت المسيحي من إحباطه وأيقظه من سباته العميق وأعاده فاعلاً مدوّياً في صناديق الاقتراع؟ من أعاد له حقه باختيار ممثليه من دون أن يفرض عليه نواب المحادل والقوانين الجائرة؟ من أعاد للمسيحيين قيمة وجودهم الفاعل وحرّر أصواتهم في وطن هم شركاء أساسيون فيه؟
أسئلة كثيرة وتساؤلات أكثر والجواب واحد: إنه جنرال الرابية. بجهده وإصراره، عادت الأمانة والحقوق لأصحابها، وأصبح المسيحيون يختارون نوابهم، وعادت الديناميكية والحياة السياسية إلى دوائر كانت قد هجرتها الديموقراطية منذ زمن وحوّلتها المحادل صحاري لا صوت فيها إلا للمحادل! لن ننسى كيف همّشت القوانين الجائرة أصواتنا وكمّت أفواهنا وجعلتنا خيالات لا حول لها ولا قوة!
أمّا الآن، فجزين ستقول كلمتها وزغرتا سيدة نفسها وبشري طليقة الذراعين، وكيف كل ذلك لولا ما فعله الجنرال! وماذا عن الكورة وزحلة وبعبدا وسائر أقضية الجبل؟ ألم تعد الكلمة فيها لأهلها لا للإقطاع والمحادل؟ إن هذه الدوائر أضحت تفرض ولا يُفرض عليها، تختار ولا يُختار لها، وترفع صوتها عالياً دون خوف أو لامبالاة.
إن التاريخ لم يرحم يهوذا الإسخريوطي الذي سلّم المسيح بثلاثين من الفضة، والتاريخ هو هو، لن يرحم الذين بذلوا كل ما بوسعهم لإبقاء الصوت المسيحي مخنوقاً مقيّضاً لا حول له ولا قوة، مقايضين صحة التمثيل بحفنة من الفضة والدراهم. لقد فشلوا وأحبطت محاولاتهم لتكرار جريمة قانون الألفين!
في هذه الانتخابات فرصة تاريخية للمسيحيين ليعودوا بأصواتهم ونوابهم إلى دورهم الفاعل والأساسي في هذا الوطن الذي ضحوا كثيراً لأجله. إنها الفرصة الذهبية للتغيير ولتسديد الضربة القاضية لما بقي من الإقطاع السياسي المسيحي. إنه وقت الحساب مع من باعوا واشتروا بحقوقنا ومثلوا علينا ورهنوا قرارنا في حساباتهم المصرفية!
هل سيكون المسيحيون ملح الأرض في هذه الانتخابات؟ هذا ما ستقرره الأشهر المقبلة.