نظمت جامعة القديس يوسف بمناسبة مرور عام واحد على افتتاح «المركز الأكاديمي الياباني» احتفالاً حضره عدد من أفراد الجالية اليابانية في لبنان، إلى جانب مشاركة طلاب المركز الذين قدموا نصوصاً باللغة اليابانية تمحورت حول عنوان واحد «أحلامهم»
ديما شريف
«خلال حرب تموز 2006، توصلتُ إلى قناعة بأنّ ما ينقصنا هو مزيد من التحاور بين الناس. واقتنعتُ بذلك بعدما عملت مع المهجرين في مدرسة قريتي. أحلم اليوم بمساعدة أكبر عدد ممكن من الناس عبر التواصل معهم. وأطمح إلى أن أستخدم اللغات في المستقبل لخدمة البشر».
أخبرت الطالبة في قسم الترجمة في جامعة القديس يوسف (اليسوعية) كارولين رزق قصتها هذه باللغة اليابانية في أثناء مشاركتها في مسابقة إلقاء نص بهذه اللغة خلال الاحتفال بمناسبة مرور سنة على إنشاء «المركز الأكاديمي الياباني» (كاجاب).
بدأ الاحتفال بمسابقة في اللغة اليابانية بين عدد من طلاب المركز. وقُسّم الطلاب إلى فئتين، تضم الأولى من تابع دروساً في اليابانية لأقل من 300 ساعة، والثانية من سافر إلى اليابان وقضى فترة هناك وتعلم اللغة لأكثر من 300 ساعة.
روت ريا حليحل، من الفئة الأولى، قصتها مع اللغات. فعندما كانت في السادسة من عمرها سكن شخصان أوستراليان قرب منزل جدتها. واعترت ريا الحشرية لفهم ما يقولانه في لغتهما الإنكليزية، التي لم تكن تفهمها. وكانت ريا تقف أمام المرآة في منزل جدتها وتتكلم بلغة غير مفهومة وتدعي أنّها اللغة الإنكليزية. وعندما كبرت، قررت ريا أن تتكلم مع كل سكان الكرة الأرضية وبدأت بتعلم اللغات: الفرنسية، الإنكليزية ولاحقاً الألمانية. وتسجلت في الجامعة في اختصاص الترجمة وتعلمت الإسبانية واليابانية طبعاً. وتقول ريا إنّها لا تعرف لماذا تحب اللغة اليابانية ولكنّها تعتقد أنّ ذلك يعود إلى غنى اللغة وكونها أكثر اللغات تعقيداً في العالم. أما كمال قاسم فتعلم اليابانية وحده قبل أن ينضم إلى مركز «كاجاب» العام الماضي. ودفعه هوسه بالألعاب الإلكترونية ورغبته بمتابعة دروسه في برمجة الألعاب في اليابان بتعلم هذه اللغة الصعبة. ونال كمال جائزة ترضية من لجنة الحكم على قصته. فيما فازت سامية عطا الله الحاج عن هذه الفئة. وشرحت كيف سافرت إلى اليابان وقضت أسبوعين في جامعة «كيو» وهالها أن يعرّف عنها بأنّها تأتي من بلد الحروب الدائمة.
انزعجت نارا كنج، من الفئة الثانية، من عدم معرفة الناس أين يقع بلداها الأم سوريا، التي تحمل جنسيتها، ولبنان، الذي ولدت وترعرعت فيه. وقررت تعلم اللغات كي تفسر للناس في لغتهم عن تاريخ العرب وثقافتهم وفنونهم. وتحلم نارا أن تترجم الأدب العربي إلى كل اللغات. أما الفائزة عن هذه الفئة، نيكول الحوراني، فهي تدرس الترجمة في جامعة القديس يوسف وتحب اليابان منذ صغرها، كما قالت. فهي كانت تقرأ كتب القصص المصوّرة اليابانية الشهيرة «مانغا» وقررت ذات يوم أن تتعلم اللغة اليابانية. لكنّ نيكول لم تلق تشجيعاً من أهلها أو أصدقائها الذين انتقدوا خيارها هذا. وقالت نيكول إنّ مشكلة لبنان بالأفكار المسبقة وإنّه من الصعب أن يكون الإنسان مختلفاً فيه. وأضافت أنّه «يجب أن نكون شجعاناً لتحقيق أحلامنا وألا نكون خائفين من ردات فعل الآخرين». وأعربت عن رغبتها بأن تصبح السفير اللبناني في اليابان يوماً ما، وخصوصاً أنّها ترغب بمتابعة دراستها هناك.
تخلل الاحتفال عرض كاراتيه وندوة عن المعلوماتية والبيئة إلى جانب كلمات للسفير الياباني في لبنان يوشيهيسا كورودا ووزير الثقافة تمام سلام.
وكان المركز قد افتتح في آذار من العام الماضي إثر تبادل زيارات عدة بين رئيس المركز البروفسور خليل كرم والأستاذ في جامعة «كيو» اليابانية اتسوشي أوكودا. وكانت الجامعة قد بدأت بتدريس اللغة اليابانية منذ 2005 في معهد اللغات والترجمة فيها. ويؤمن المركز حالياً تعليم اللغة اليابانيّة على أربعة مستويات، كما يوفّر التدريب على الكاراتيه الكلاسيكي. ويطمح المركز إلى مساعدة الطلاب الراغبين بمتابعة دراساتهم العليا في اليابان. ويستقبل الطلاب في الجامعة والراغبين بالتعلم من خارجها، فتضم الصفوف ربات منزل وأشخاصاً يرغبون بتعلم اللغة اليابانية محبة بثقافة هذا البلد.


وقفة
قصور في التعاون الرسمي


شكر وزير الثقافة تمام سلام السفير الياباني في لبنان يوشيهيسا كورودا على ما تقدمه بلاده في مجال التعاون الثقافي. وقال إنّ هناك رغبة كبيرة في تفعيل هذا التعاون بين الدولتين «لكننا لا نملك الموارد اللازمة لذلك» ولهذا فمن حسن الحظ «وجود جامعة القديس يوسف للقيام بهذا التعاون».


تأثرت دانية مكي بوالدها وهو خبير في الكاراتيه، فبدأت تتعلم اليابانية رغم انشغالها بعملها وحياتها كزوجة وأم. وقالت إنّ سفرها إلى اليابان غيّر حياتها وأعطاها ثقة بالنفس وعلّمها تقدير الحياة وأنّ التغيير صحي لحياة الإنسان


تعلمت ديان فرج الله اللغة اليابانية محبة منها بعلمي الآثار والتاريخ. وتحلم ديان بأن تعمل يوماً ما في متحف «اللوفر» الفرنسي حيث هناك فريق يعنى بالتنقيب عن الآثار. فهي ترغب بأن تقوم بأبحاث وتنقيبات أثرية علّها تكتشف شيئاً جديداً