جاد تامرلست موسيقياً. لست مؤدّياً، مغنياً أو مطرباً. لست ضد الموسيقى وأهميتها بترقية «الشعوب (العربية)». لست كاتباً ولا صحافياً. لست ممثلاً ولا مخرجاً ولا حتى مصوراً. لست شخصياً من جمهور التلفزيون. لا أهوى جمع الطوابع ولا القطع النقدية أو الأثرية ولا تذاكر السينما والمسرح والحفلات الموسيقية ولا حتى تذاكر الميترو.
لست مع مقاطعة الكوكاكولا، ستاربكس، ماكدونالد، ليفايس أو أفلام وودي آلان...
لست جاهلاً ولا أدعي المعرفة.
لست من الذين يستطيعون الذهاب من الشاطئ إلى الجبل في خمس دقائق. لست فينيقياً، لست قومياً عربياً، لست شيوعياً. لم أرد يوماً أن أنتمي إلى حزب سياسي.
لست مع وجود قطبين سياسيين يسيطران على العالم. لست مع الولايات المتحدة الأميركية. بالطبع لست مع قيام اتحاد سوفياتي جديد ولا مع قيام الاتحاد الأوروبي...
لست مع السكوت على السرقات والفساد داخل الأونروا.
لست مع حل عادل وشامل. لست مع القدس عاصمة لدولتين. لست مع وقف إطلاق نار من الجانب الفلسطيني. لست مع حماس، وبالتأكيد لست مع فتح (أو فتح الانتفاضة أو فتح الإسلام أو الفتح اليساري الديموقراطي). لست مع وقف و/أو قمع الانتفاضة. لست إرهابياً ولكنّي أرفض السلام، هذا السلام.
لست مع حوار الأديان. لست من محبذي وجود كلمتي دين وسياسة في جملة واحدة.
لست مع منع الحجاب، إلا إذا منعنا كل قطع الثياب.
لست مضحكاً، لست درامياً، لست عديم المشاعر. لا أفاخر برجولتي ولا أقر بالأمور التي تخيفني ولا بأخطائي الكثيرة. لا أواجه أكبر مشاكلي. لا أرتاح لأسلوب تربية الأطفال في المجتمع اللبناني. لست مع العنف ضد الأطفال. لست مع عدم صفع الطفل إطلاقاً طوال مرحلة نموه.
لست مع شعار: بتحب لبنان ما تحب غيرو.
لا أحب الحياة (الشعار لا الحياة).
لا أحب سخرية القدر، ولا عبثية الموت.
لا أخاف الموت ولكنّي لا أعرف ما يأتي بعده.
لا أخاف ما أعرف، لا أخاف إلا مما لا أعرفه.