كيف ما شلحوك بتيجي عم تسبح، إذا السمك بيعيش برات المي إنت بتترك الميناء، صرلك كذا سنة ما مشيت عالكورنيش». ليس كلّ من يقرأ هذه العبارات يعرف فوراً عمّا يدور الحديث، لكن سكان مدينة الميناء الشمالية سيفهمون. وأسّس هؤلاء مجموعة «bta3ref 7alak mn El Mina lama ...» (بتعرف حالك من الميناء لما...) التي تحتوي على نوادر المدينة.وانضم للمجموعة حتى الآن ما يزيد عن خمسمئة شخص. ويمكن لزائر المجموعة أن يطلع على ما يزيد عن خمسين صورة لمدينة الميناء، ويزور المجموعات المشابهة التي يجد روابط لها فيها.
ويقول البيان التأسيسي للمجموعة إنّه يمكن أن يعرف الشخص أنّه من الميناء إذا استيقظ يومياً على صوت بائعي الخضار، أو أنّه لم يستخدم في حياته الجسر المؤدي إلى إحدى الجزر (لأنه لغير أبناء المدينة).
واجتمع بعض مغتربي المدينة ليدوّنوا على حائط المجموعة أكثر ما يشتاقون له فيها. فهذا يشتاق ليجلس في محل يبيع البوظة على كورنيش البحر؛ وذاك يريد أن يأكل منقوشة؛ وثالث يرغب بالذهاب إلى إحدى الجزر مقابل المدينة «لشي السمك والسباحة».
أما أحد الأعضاء فيقول إنّ الميناء هي أجمل مدينة في العالم، ولو كانت مليئة بالحفر، وذلك رداً على جملة في البيان التأسيسي تقول: «تعرف حالك بالميناء لما بتمر في شارع بور سعيد وتلعن الحفريات يلي ما عادت تخلص». يضيف الشاب أنّ مؤسسي المجموعة نسوا «المدفع والبور (المرفأ)» الموجودين في «مينتنا». ويقول أحد الأعضاء إنّه يجب عدم نسيان «جزيرة البقر» التي لا يذهب إليها أحد من المدينة لأنّها مخصصة للعشاق من خارجها.
وتتذكر إحدى الفتيات بائع الذرة الشهير «أبو طوني»، وتترحّم عليه. فيُصدم شخصان آخران مغتربان بموته ويسألان لماذا لم يخبرهما أحد.