البقاع ــ فيصل طعمةاستطاعت سمر واكد (26 عاماً) من بلدة كامد اللوز أن تفك قيود التقاليد التي تكبّل انطلاقة أي امرأة طموحة تجاهد في سبيل إثبات قدراتها، وأن تتغلب على ذاتها، في معركة مع الحياة منذ وفاة زوجها المبكرة، الأمر الذي نأى بها بعيداً عن الحاجة التي قد تجعلها رهينة بيد المحسنين، لتربية ولديها لؤي (9 سنوات) ولميس (6 سنوات) اللذين فقدا والدهما منذ خمس سنوات. تزوجت سمر في سن الرابعة عشرة بناظم علي الذي كان يكبرها بست سنوات، وهو معلم بناء. وشاء القدر للعائلة أن تخسره إثر حادث في عمله، تاركاً عائلته في مهب الحاجة.
تقول سمر: «فقدت زوجي باكراً، نظرت من حولي فلم أجد من يغيثني، وكانت الشركة التي عمل فيها زوجي وعدتني بتخصيص تعويض شهري لخسارتي زوجي، لكن حتى الآن لم أر فلساً واحداً، وأبقى رهن الوعود رغم مضي خمس سنوات».
تحبس سمر دمعاتها كلما لامس الحديث ولديها الصغيرين، وبتنهيدة تقول: «تعرضت ابنتي لخلع في ساقيها عند الحوض أثناء الولادة، وأجرينا عدة عمليات لها وتراكمت علينا الديون، وتوفي زوجي قبل سدادها، لكن استطعت بمساعدة من الأهل ولجنة الزكاة في القرية تخطي الصدمة». قررت سمر التغلب على الواقع، فاشترت حافلة لنقل الطلاب إلى معهد البقاع المهني والتقني، ثم عمدت إلى الانتساب للمعهد «فأكون من جهة أعمل في نقل الطلاب من قريتي والقرى المجاورة، وأتعلم في اختصاص التربية الحضانية، ما يمنحني شهادة أستطيع العمل بها مستقبلا» تقول سمر.
وعن الزواج تقول سمر: «الأمر مرفوض، فأولادي بالدرجة الأولى، وأنا أخاف أن تسقط حضانتي لأولادي، ويقوم أهل زوجي بالمطالبة بهما، فأنا اليوم أفضّل أن أكون أمّاً، على أن أكون زوجة».