أظهرت متابعة المخدّر «Strawberry quick» عدم وجود أية إصابات بين تلامذة المدارس في جبيل. وكان البيان الذي وصل عبر الرسائل الإلكترونية قد أثار الذعر في صفوف المواطنين. وأعاد إلى الأذهان شائعة تحدّثت عن نوع من المخدّر «LSD» يسبّب هلوسات بمجرّد أن يضعه الأولاد على ألسنتهم
جوانّا عازار
لا إصابات بين تلامذة المدارس بـ«Strawberry quick». هذا ما يؤكده رئيس جمعية «جاد ـ شبيبة ضدّ المخدّرات» جوزيف الحواط، الذي يقول إنّه لا وجود لأية إصابة في المدارس بهذا النوع من المخدّر، كما ذكر بيان وزّع في مناطق مختلفة منذ فترة (راجع «الأخبار» عدد 764 الجمعة 6 آذار 2009).
ولا تزال الاتصالات تنهال على الجمعيّة للاستفسار عن هذا البيان لقلق الأهالي على مصير أولادهم في المدارس. ورغم تأكيد الحواط عدم وجود المخدر إلّا أنّه يطلب من الأطفال الانتباه، ويحذّرهم من تناول وقبول أيّ نوع من المواد المشبوهة من الغرباء. رئيس مكتب مكافحة المخدرات العقيد عادل مشموشي يوضح في اتصال مع «الأخبار» أنّه رغم إمكان حصول توزيع المخدّرات في المدارس ووفق طرق مختلفة، فإنّ خبر توزيع الـStrawberry quick على تلامذة المدارس عار من الصحّة، إذ لم يُكتشف توزيعه بين التلامذة كما أشيع، من هنا فلا داعي إلى الهلع في صفوف الطلاب والأهل على حدّ سواء، كما يقول مشموشي. وتمنّى العقيد التعاون بين الجميع لمكافحة آفة المخدّرات والتبليغ عن أيّ نوع منها، كما تمنّى من الأهل في حال اكتشاف أنّ أبناءهم يتعاطون المخدّرات التبليغ عنهم حرصاً على سلامتهم، والتعاون لإيجاد الحلول والسير في العلاجات اللازمة، وخصوصاً أنّ اكتشاف الإدمان في بداية الطريق من شأنه أن يسهّل عملية العلاج.
الحواط يشير إلى أنّ الموضوع في عهدة الأجهزة الأمنية وهي الكفيلة بمتابعة التحقيق فيه، لافتاً إلى أنّ لبنان لا يتحمّل خضّات وشائعات وبلبلة، وخصوصاً في موضوع المخدّرات. فأعصاب الأهالي لا تحتمل المزيد في ظلّ تفشّي مشكلة تعاطي المخدّرات في صفوف الطلاب، بمن فيهم تلامذة المدارس. ويقول الحواط إنّ مديرة إحدى المدارس في منطقة جبيل اتّصلت بالجمعيّة لتسأل إذا كان عليها أن تمنع نوعاً من الشوكولاته في المدرسة لكونه يحتوي على المخدّرات، كما تساءلت بعض الأمّهات إذا كان دكان المدرسة يبيع هذا النوع من المخدرات. ويضيف الحواط إنّ الجمعية تلقّت اتصالات عديدة من عائلات خارج لبنان تستفسر عن الموضوع، وخصوصاً أنّ عدداً من الطلاب العرب يتابعون دراستهم في لبنان. ويلفت الحواط إلى أنّ الترويج لهذه الشائعة يعيد إلى الأذهان الشائعة القديمة التي ظهرت في لبنان منذ سبع سنوات وتحدّثت عن نوع من المخدّر «LSD» موجود في الملصقات «الستيكرز» التي تسبّب هلوسات بمجرّد أن يضعها الأولاد على ألسنتهم ليلصقوها بعدها. وقد وزّع حينها بيان يحذّر من توزيع هذه الملصقات. ودهمت القوى الأمنيّة إثر ذلك بعض المكتبات وصادرت كلّ الملصقات الموجودة في الأسواق، وتبيّن حينها أن لا وجود لهذه المادّة المخدّرة في الملصقات التي صودرت. وكي لا تتكرّر هذه التجربة، طالب الحواط باسم الجمعيّة القوى الأمنيّة بوضع حدّ منذ بداية الطريق للشائعات من خلال بيانات توضيحيّة تظهر الوقائع والحقائق على الأرض. وطلب الحواط من الجميع البقاء على تواصل مع مكتب مكافحة المخدّرات في لبنان، سائلاً إدارات المدارس ولجان الأهل وإدارة المستشفيات تبليغ مكتب مكافحة المخدّرات عن أيّة إصابات، لأنّه المعنيّ بمتابعة هذا الموضوع. كما طلب التواصل مع مراكز الجمعيّة المنتشرة في لبنان. وختم الحواط بالقول «كلّ من يملك أيّة معلومة عن إصابة واحدة فليبلّغ عنها لمعالجة الأمر وبدء عمليّة العلاج بطريقّة جديّة».


مصدر البيان مجهول

بقي مصدر البيان الذي وُزع على التلامذة في عدد من المدارس في المناطق اللبنانية مجهولاً، كذلك الجهة المستفيدة التي تقف وراءه. السيّدة م.ع. التي يظهر اسمها في أسفل البيان مع أرقام هواتفها في لبنان وقطر وعنوان بريدها الإلكترونيّ قالت ردّاً على رسالة إلكترونيّة أرسلناها إليها إنّها ليست من كتب هذا البيان، وقد تلقّته كما تلقّاه الجميع. وحسب ما قالته لجمعيّة «جاد ـــ شبيبة ضد المخدرات» إنّ هذا المقال لا يمتّ إليها بأيّة صلة سوى أنه قد وصلها عبر بريدها الإلكتروني وقد عمدت إلى إرساله إلى الأهل والأصدقاء كغيره من المواضيع؛ كما أنّ توقيعها يظهر أوتوماتيكيّاً في أسفل الصفحة عندما ترسل أية رسالة إلكترونية أو تحوّل أي بريد وارد.