تنفذ جمعية نبع بالتعاون مع برنامج «ROSS» الإيطالي مشروع دعم الشباب والأطفال في مدارس الجنوب وعكار لتحسين نوعية التعليم الرسمي
صور ــ آمال خليل
... وصار لطلاب ابتدائية طير حرفا الرسمية حديقتهم الخاصة التي تضم أراجيح وألعاباً ومقاعد وملعباً مسقوفاً. ولذلك قُسّم الملعب إلى أربعة أقسام خُصص كل قسم منها لرياضة معينة. فاعتمد أحد الأقسام للعب كرة اليد والثاني لممارسة كرة السلة والثالث لكرة القدم والقسم الرابع للمشي واللعب فقط. الحديقة والملعب المستحدثان ليسا دعماً من وزارة التربية والتعليم العالي للمدرسة القابعة على الحدود الجنوبية أو من صندوق المدرسة والأهل، بل جزء مما تستفيد منه المدرسة من مشروع دعم الشباب والأطفال في المدارس الرسمية في خمس عشرة بلدة تقع في قضاء صور. ويهدف مشروع الدعم إلى التدخل لتحسين نوعية التعليم الرسمي في المدارس ودمج الأطفال المعرّضين للخطر في المجتمع عامة.
ويأتي هذا المشروع ضمن فعاليات برنامج «ROSS» للطوارئ الذي تديره وتموّله السفارة الإيطالية في لبنان وتنفذه جمعية «أرض البشر» عبر جمعية «نبع» بالشراكة مع اتحاد بلديات قضاء صور. وبينما أُطلقت المرحلة الأولى مع بداية العام الدراسي الأول بعد انتهاء عدوان تموز 2006 في مدارس عشر بلدات في القضاء، ينجز المشروع مرحلته الثانية نهاية الشهر الجاري في مدارس خمس عشرة بلدة بعدما طالبت إدارات خمس مدارس بالانضمام إليه نتيجة نجاحه في مرحلته الأولى.
ويبدو أنّ نجاح المشروع دفع مدارس جديدة إلى طلب ضمها إليه فوافقت إدارة المشروع على تمديده لمرحلة ثالثة تمتد عاماً واحداً، تبدأ مع شهر نيسان المقبل. كما أنّها تتحضر لنقل التجربة إلى سبع مدارس رسمية في قضاء عكار. «تحتاج هذه المدارس إلى تحسين نوعية التعليم فيها ودعم الأطفال نفسياً واجتماعياً»، يقول مسؤول جمعية «نبع» في صور رائد عطايا. ويوضح عطايا أنّ المشروع لا يزال يوفّر تطوير عملية التعليم وتدريب الطاقم الإداري والتعليمي، إلى جانب الأهل، على وسائل التعليم الحديثة. كما يمنح المشروع للمستفيدين منه السبل الآيلة إلى إلغاء مظاهر العنف المزمنة الممارسة ضد التلامذة في مدارسهم وبيوتهم. ويسهم المشروع أيضاً في تعزيز جودة التعليم والوصول إلى منهج تربية سليمة ونتائج إيجابية أكاديمياً. وسيستفيد من هذه النقطة خصوصاً سائر التلامذة الذين يعانون تأخراً مدرسياً وظروفاً صعبة تحتاج إلى التدخل في البيت والمدرسة على السواء.
وتتابع لجان تربوية متخصصة تنفيذ المشروع ميدانياً بالتعاون مع جمعية «نبع». وتألّفت هذه اللجان التربوية في كلّ بلدة، وتألفت من اثنين من الأساتذة وثلاثة أشخاص يمثلون مجلس البلدية. تتولى هذه اللجان التنسيق بين المدرسة والبلدية التي تسهم في دعم المدرسة بوسائل تعلّم نشطة. كما تدعم البلدية المدارس عبر أنشطة لاصفية تنفذ داخل المدرسة أو في البلدة.
ويشمل المشروع حلقات تدريب للعاملين في البلدية وأعضائها تشمل موضوعات كتابة المشاريع وتقديمها إلى الجهات المانحة، إلى جانب التدريب على إقناع المموّلين بها وربطها بحاجات البلدة وسكانها التنموية، وخصوصاً التلامذة والأطفال.