تنفّذ الجمعية اللبنانية للشفافية مشروع دعم القيادات الشبابية في المجتمع المحلي بالتعاون مع الهيئة الدولية للأبحاث والتنمية (IREX)، وموّلت الجمعية سبعة مشاريع في مدينة طرابلس
طرابلس ــ يوسف سلامة
هل يمكن تدريس مادة التربية المدنية بعيداً عن الطريقة الجافة التي تقدم بها إلى التلامذة؟ هذا ما تؤمن به الطالبة في السنة الثالثة في كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال ـــ الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية سارة الأيوبي. وتعدّ سارة مشروعاً يقضي بإعطاء بعض الحصص لتلامذة المدارس بطريقة تفاعلية. وتنفّذ سارة فكرتها بتمويل من الجمعية اللبنانية للشفافية (LTA) ضمن مشروع دعم القيادات الشبابية في المجتمع المحلي.
بدأت سارة مرحلة إعداد المتطوعين، وتنتظر موافقة المدير العام للتربية فادي يرق للبدء بتنفيذ المشروع. وسينفّذ المشروع في 4 مدارس في طرابلس ومحيطها. وفيما كان مخططاً العمل في مدرستين رسميتين، واثنتين خاصّتين، رفضت المدارس الخاصة السماح بالعمل داخل صفوفها تحت حجة أن تلامذتها مكتفون ولا يحتاجون إلى أيّ طريقة بديلة.
أما الموضوعات المختارة، فهي الحقوق والواجبات المدنية، والانتخابات وقانونها إلى جانب الحكم الصالح وحلّ النزاعات.
المتطوعون، كما تقول أيوبي، يأتون من خلفيات مختلفة في الأعمال التطوعية، من العمل مع المجتمع المدني والجمعيات الأهلية إلى العمل الكشفي، أي إنّ الوسائل المستعملة في الطريقة البديلة للتعليم ستكون متنوعة ومتكاملة لتصل بالمشروع إلى هدفه.
شقيقة سارة الكبرى ساندرا، الطالبة في السنة الرابعة في كلية الهندسة ـ الفرع الأول حصلت أيضاً على تمويل لمشروعها: الفن في مواجهة الفساد. وتقول ساندرا إنّ الطريقة الوحيدة التي تستطيع أن تجذب الناس للاطّلاع على مواضيع الفساد والشفافية والحكم الصالح هي عبر ربطها بالفنون، وخصوصاً في مدينة طرابلس التي تعاني غيبوبة على مستوى العمل الأهلي والمدني، كما تقول. ولم تحصر ساندرا الأمر بفرع واحد من فروع الفن بل ارتأت جمعها كلها في كلّ متكامل. وسينفذ النشاط في 18 و19 نيسان المقبل. ويتضمّن اليوم الأول ورش عمل عن هذه القضايا، فيما ستنظّم في اليوم الثاني مسابقة في الرسم والموسيقى والأفلام القصيرة. وتقول منسقة الجمعية اللبنانية للشفافية في طرابلس، رغدا علوش إنّه إلى جانب الفائدة التي تُعمّم على المجتمعات التي تُنفذ فيها المشاريع يكتسب مديروها تقنيات العمل القيادي المدني، إذ يتولّون بالتمام إدارة المشاريع والمتطوعين من التنظيم والتنسيق وصولاً إلى المسؤوليات المتعلقة بالتمويل. وتموّل الجمعية حالياً 28 مشروعاً موزّعة على 6 مناطق في كلّ لبنان. ويندرج مشروعا الشقيقتين أيوبي في منطقة طرابلس ـ الميناء التي يُنفّدان فيها، إضافةً إلى المشروعين ثمّة مشروع لنشر كتاب يجمع قصصاً لمواطنين عن الأشكال المختلفة للفساد الذي يصادفونه، وآخر عن الفساد الذي يعانيه طلاب الجامعات والمدارس الثانوية.
أما في منطقة جبل محسن باب التبانة، فتنفّذ ثلاثة مشاريع. مشروع لمراقبة كمية المياه التي تصل إلى منازل المنطقة، وآخر للتوعية بشأن الإدمان على الحبوب المهدّئة بالتعاون مع نقابة الصيادلة، أما المشروع الأخير، فهو دراسة للقدرة الاستيعابية للمدارس في المنطقتين، والواقع الذي تعانيه، أي حالة الاكتظاظ.


تقول المتطوعة في مشروع «الفن في مواجهة الفساد» ماريا عقل إنّ طرابلس تفتقر إلى مجالات للتعبير بشأن القضايا التي يتناولها المشروع، كما أنّ النشاط سيجذب الكثيرين ليعرفوا ما يعانيه الآخرون معرفة أفضل