علي أنيس وهبيورقة بيضاء من أجل لبنان وحفاظاً عليه من هذه الفئة التي تحكم لبنان منذ الطائف، فتبدّل ولاءها ولا تبدّل سياستها. ورقة بيضاء معادٌ تصنيعها من أجل البيئة وضد كسّاراتها التي فتّتت صخور الوطن. ورقة بيضاء إلغاءً للطائفية. ورقة بيضاء ليكون القضاء مستقلاً وصلباً لا مُحتلاً ولا مطاطياً. ورقة بيضاء كي لا يحاسب الصحافي على أقواله، ويحاسب الحاكم (رئيساً كان أو نائباً أو وزيراً) على أفعاله. ورقة بيضاء ضد الإقطاع السياسي وضد المال الدولي السياسي النظيف والمُنظّف، وضد التقاليد والأعراف السياسية، وضد مقاعد العائلات الوراثية ـــــ نواب juniors ـــــ وضد النواب الدُمى، وضد النواب الذين هم أشباه نواب، وضد من يرفع شعارات الإصلاح وهو الفساد بعينه. ورقة بيضاء ضد من يتصرّف بأموال التعويضات كما يشاء. ورقة بيضاء ضد النواب الذين يحمِّلون خصومهم مسؤولية عدم قيام الدولة ـــــ أي دولة؟ ـــــ (دولة الحياد وسط العدوان، أم دولة التفرّد بالسياسة المالية والاقتصادية؟) بواجباتها.
ورقة بيضاء ضد المحاصصات والتوافق والتراضي، كأنّ لكل حزب وتيار مهمة خاصة. ورقة بيضاء ضد التفريق بين المقاومة والاقتصاد، كأنّ مقوّمات البلد ليست جسماً واحداً إذا تضرّر منه عضو تضرّر الوطن. ورقة بيضاء ضد من اعتادَ ارتداء الأقنعة وهو يرتدي الآن قناع الوسطية، وليس كلّ مستقل وسطياً. ورقة بيضاء من أجل حرية التعبير وعدم احتكار التمثيل ومصادرة الهويات. ورقة بيضاء كي لا تُجرّم المقاومة ثانية وتكرر أحداث 7 أيار. ورقة بيضاء ليترشح كلّ مرشح في محافظته ـــــ وقبل ذلك ـــــ ورقة بيضاء كي تُقرّ النسبية الآن إحقاقاً للعدالة.
ورقة بيضاء كي لا يولد الأطفال والدَّين يلاحقهم. ورقة بيضاء من أجل كتاب تاريخ مدرسي موحّد. ورقة بيضاء لكي لا تكون المدرسة الرسمية مدرسة فقيرة للفقراء. ورقة بيضاء كي لا ندفع فاتورتَي كهرباء. ورقة بيضاء كي لا نشتري المياه ونحن بلد الأنهار. ورقة بيضاء كي يكون للضرائب سقف. ورقة بيضاء كي ينتخب من أتمّ الثامنة عشرة هذه الدورة. ورقة بيضاء رفضاً لنتائج انتخابات حُسمت بين 8 و14 آذار. ولنحجب الصوت عنهما لأنهما فصّلا القانون الانتخابي على قياسهما ومنعاً لإمكان فوز أحزاب وأشخاص يريدون أن يخدموا هذا البلد قبل مصالح المتحكّمين به. ورقة بيضاء ليست استسلاماً، بل ليعرفا أن فئة كبيرة لا تريدهما ولا تريد هذا القانون وواضعيه.