ذوو سكاف والمغربي: لن نستسلم
طرابلس ـ الأخبار
«مستعدون للانتظار 30 سنة أخرى ولن نيأس، بل سنجعل السجّان الإسرائيلي ييأس». بهذا الإصرار عبّر جمال سكاف شقيق الأسير في السجون الإسرائيلية يحيى سكاف عن مواصلته السعي، لكشف مصير شقيقه الغامض.
كلام سكاف جاء خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في منزل العائلة في بلدة بحنين ـ المنية، حضرته شقيقة الشهيدة دلال المغربي، رشيدة. ويأتي هذا التحرّك بعد أيام من إعلان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله أن نتائج فحص الحمض النووي لرفات جثث أربعة شهداء مجهولين، كان الحزب قد تسلمها من إسرائيل في عملية التبادل الأخيرة، لم تكن متطابقة مع الحمض النووي لكلّ من المغربي وسكاف، ما أعاد القضية إلى نقطة الصفر، وأطلق مرحلة جديدة من التحرّك.
هذا ما حرص سكاف على إعلانه أمس، حيث أعلن أن شقيقه يحيى «لا يزال أسيراً لدى العدو الإسرائيلي، الذي لا نثق بتصريحاته وترهاته. وهو المسؤول الأول عن حياة يحيى وكشف مصيره». وطالب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والحكومة اللبنانية بالقيام بدورهما في هذا المجال «والعمل على كشف مصير أبنائنا ومصير مئات الأسرى وجثامين الشهداء، وتحرير ما بقي من الأرض».
وأشار سكاف إلى أن الفحوص المخبرية للحمض النووي التي أجريت في مختبرات بيروت وفرنسا، أكدت أن «هذا العدو ما زال يراوغ ويسوّف في قضية الأسرى والمفقودين وجثامين الشهداء، ولا يزال يخفي حقيقة الشهيدة دلال المغربي ومحمد فران ويحيى سكاف». وإذ رأى أن قضية شقيقه هي «قضية وطنية وإنسانية بامتياز»، فإنه جدد ثقته بحزب الله والمقاومة، وبالسيد نصر الله الذي «كان أميناً ومؤتمناً على القضية»، مطالباً إياه بأن «يبقى حافظاً لهذه القضية، وإننا خلفه وتحت قيادته في كل ما يقرره بهذا الخصوص».
بدورها لفتت رشيدة المغربي، شقيقة دلال، إلى أن «ذهاب يحيى ودلال في عملية فدائية واحدة يمثل وحدة الدم العربي الذي ينبغي أن نحافظ عليه»، رافضة إدعاء الإسرائيليين أن الرفات تعود لشقيقتها، مشيرة إلى وجود الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن يحيى سكاف لا يزال أسيراً لدى الصهاينة «الذين لا يحق لهم احتجاز الأسرى والجثث منذ 31 سنة، وما لم نفعله منذ ذلك الحين بإمكاننا أن نفعله اليوم».
وأوضحت رشيدة لـ«الأخبار» أنها قدمت من تونس «للمشاركة في إقامة عرس لشقيقتي، لكن بعدما سمعت كلام السيد نصر الله عرفت أن لا إمكان لذلك. إلا أن هذا لن يمنعنا من القيام بخطوات عملية لاستعادة رفاتها، ولمحاسبة إسرائيل على الظلم الذي ارتكبته بحق الأسرى والشهداء وأهلهم».
ورفضت رشيدة القول إن المقاومة وصلت إلى حائط مسدود في هذ القضية، «بل سنكمل ما بدأته للوصول إلى نتيجة وسنصل إليها. فالباب لم يقفل والملف لم يغلق. لن يعجزنا شيء، فنحن شعب لا ييأس، وعندي أمل كبير باستعادة رفات دلال. منذ 30 سنة عندنا أمل بذلك، ومستعدون للانتظار 30 أخرى، فما دام هناك إصرار وعزيمة ومقاومة سيتحقق الأمل».