مجدليا ــ فريد بو فرنسيسلا يمكن للمارة على الطريق العام الذي يربط مدينة زغرتا بمدينة طرابلس، إلا أن يتساءلوا عن سبب إهمال النفايات وتركها مرمية في تلك البقعة، إما عن قصد أو عن غير قصد، مشوّهة منظر الاخضرار الجميل، وباعثة الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف. وبالرغم من أن اللوحة الزرقاء الموضوعة هناك تمنع وتحذر من رمي النفايات تحت طائلة المسؤولية، إلا أن الرمي العشوائي لا يزال مستمراً من دون أن تطال المسؤولية أحداً.
وبما أن هذه الطريق السريعة هي بوابة مدينة زغرتا والقضاء، فقد أصبحت بالواقع بوابة النفايات التي تتراكم على امتدادها بشكل متقطع، لتتواصل بالقرب من سنتر إيلي الواقع على حدود بلدة مجدليا العقارية. هناك تتزايد كمية النفايات، وتشتد الروائح الكريهة المنبعثة من تلك المخلفات، ما حوّل البقعة إلى تجمع للحيوانات الشاردة التي تبحث عن قوت يومها هنا، وتسد جوعها ببقايا تلك النفايات. وما يزيد المشكلة تفاقماً، لجوء البعض إلى إضرام النار في تلك المخلّفات اعتقاداً منهم أنه أفضل الحلول الممكنة، ما يضيف مشكلة الدخان إلى مشكلة التلوث والروائح، الأمر الذي يسبّب إزعاجاً كبيراً على طول هذا الطريق.
ويوضح رئيس اتحاد بلديات زغرتا العميد جوزيف معراوي أن «البلدية مستعدة لمعالجة أي موضوع والعمل من أجل إبقاء المنطقة نظيفة»، وأنه مستعد للمساعدة ضمن القدرات المتاحة له كبلدية وكاتحاد بلديات، «ولكن مع تقليص أموال الاتحاد تقلصت الخدمات فيه، وبالتالي باتت كل بلدية ترفع على نفقتها الخاصة النفايات من نطاقها البلدي»، كما يقول، مؤكداً استعداده لتقديم أي مساعدة في هذا الموضوع في «حال وجود خطة لمعالجة الأمر لدى بلدية مجدليا».
وبسبب سفر رئيس بلدية مجدليا، قال نائب الرئيس ريمون الجوخدار لـ«الأخبار» إن «الرمي العشوائي للنفايات في هذه المنطقة أصبح حملاً ثقيلاً على بلدية مجدليا، وخاصة أن لا قدرة لديها على مراقبة الرمي العشوائي للنفايات وضبطه في ظل وجود شرطي واحد في ملاك البلدية، علماً بأن تلك المنطقة هي مشتركة الحدود بين بلديتي طرابلس ومجدليا، إذ إن الوادي هناك هو الحد الفاصل بين المدينتين، ونحن كبلدية ليس لدينا علم حتى الآن من أين تأتي تلك النفايات ومن يرميها هناك».