محمد محسنقد يستغرب المرء، حين يكرمه مضيفه بوجبةٍ من فاكهة الدراق في ليلةٍ شتويّة. فالدراق يغيب مع بداية اصفرار أوراق الشجر في الخريف، تماماً كأنواع أخرى من الفاكهة كالكرز والفراولة والعنب. فقلّما يجد الباحث عن الفاكهة الموسمية في خارج مواسمها ضالته على رفوف السوبر ماركت، أو حتى عند صنّاع «المونة المنزلية»، إلا أنه يجدها على شكل كومبوت: منتج وظيفته الحفاظ على الفاكهة طازجة، بشكلها وطعمها، خارج أيام مواسمها. هو منتج غذائي يصنّف بين الفاكهة النيئة والمربّى، إذ إنّه يحافظ على شكلٍ وطعمٍ يجمع بين الاثنين. ولهذا الغرض يحتاج في صناعته إلى خبرة لا تتوافر عند كثيرين. ينبغي في البداية أن تكون الفاكهة في موسمها وطازجة حتى تُحوّل إلى كومبوت، ثم تدخل الخبرة والمهارة، حين تبدأ عملية تصنيعه. تقشّر الفاكهة وتقطّع بتساوٍ، ثم توضع في سائلٍ من القطر الخفيف له دور أساسي في الحفاظ على نضارتها. بعد عملية التعليب، يصار إلى وضع الأوعية في مغاطس «فاكيوم» لسحب الهواء منها، ومن ثم توضع في مياهٍ ساخنة، ليصبح الكومبوت بعد هذه العمليّة جاهزاً للبيع والاستهلاك. وبالنسبة إلى السعر، فهو يتنوّع تبعاً لنوع الفاكهة، ولكن، في العموم، يتراوح سعر «المرطبان» من كومبوت الدراق، الفراولة، العنب، الكرز، أو المشمش، بين أربعة وسبعة آلاف ليرة.