شاركت أربع جمعيات طلابية لبنانية في اللقاء الذي نظمته شبكة آنيمافاك في فرنسا وجمع الجمعيات الطلابية الفرنسية والأجنبية وتناول قضايا طلابية عدة
باريس ـ خضر سلامة
كان هدف آنيمافاك (ANIMAFAC) منذ تأسيسها، إقامة شبكة تواصل بين مختلف الجمعيات الطلابية في فرنسا وبينها وبين الدولة، وتأمين تعاون بين أعضاء الشبكة مراهنة على قوة العمل الجماعي. وللسنة الثانية، أقامت الشبكة ورشتها المركزية في جامعة باريس السابعة «Paris Diderot». قسّم العمل إلى جلسات نقاش عدة أهمها: «الإعلام الطلابي»، «البيئة»، «التضامن الدولي»، «حقوق الإنسان»، «الطلاب الدوليين»، «الثقافة» وغيرها من ورش العمل التي توزع عليها ممثلو المنظمات الطلابية.
المشروع لاقى نجاحاً وإقبالاً واسعاً، فيما كان واضحاً الفارق الكبير في الإمكانيات وحجم المشاريع بين جمعيات الطلاب الفرنسيين والأجانب، ولا سيما في ورش الإعلام الجامعي، والنشاطات البيئية والثقافية.
تمثل الحضور اللبناني بأربع جمعيات طلابية، شارك عن كل منها مندوبان، وتركز في ورشة العمل التي أقيمت تحت عنوان «استقبال الطلاب الأجانب». ودار النقاش في هذه الورشة التي حضرها في اليوم الأول مندوب حكومي، حول تلقي الاقتراحات في ثلاثة عناوين: تقديم الطلبات للدراسة في فرنسا، معاملات الإقامة وفترة الإقامة الطلابية، وأخيراً، الدخول في قطاع العمل. وجُمعت الاقتراحات والأفكار، لتكون آنيمافاك حلقة الوصل بين الجمعيات الطلابية والمؤسسات الرسمية.
في النقطة الأولى، أجمعت الاقتراحات على وجوب تكامل عمل «كامبوس فرانس» المعني بتلقي الطلبات في السفارات الفرنسية، مع عمل المنظمات الطلابية على الأرض، عبر إدراجها على لائحة تعرض على الطالب كي يستطيع التواصل مع القادرين على مساعدته، وضرورة تطوير علاقة الجمعيات الطلابية الأجنبية بسفارات بلادها، وتسهيل حصول الطالب الوافد من جامعته الجديدة على المعلومات عن الجمعيات المعنية.
وكان الاعتراض الأكبر في موضوع إقامة الطالب في فرنسا، على التفاوت الكبير بين الفترة الضرورية للحصول على الإقامة بين مركز حكومي وآخر وضرورة توحيد المدة. كما تركز النقاش على اقتراح توسيع صلاحية الإقامة من عام واحد، كي تشمل كامل مدة المرحلة التعليمية، كثلاث سنوات للإجازة أو اثنتين للدراسات العليا، وأخيراً، ضرورة التوعية في الإرشاد نحو أسواق العمل، وتسهيل شروط دخول الطالب الأجنبي في عمل على علاقة باختصاصه.
تفاوتت انطباعات المشاركين اللبنانيين. فرأى نديم سرور، من جمعية ADELUR للطلاب اللبنانيين في مدينة رين أنّ فكرة آنيمافاك ممتازة، وطالب بنقلها إلى البلدان الفرنكوفونية كلبنان من أجل «تنظيم العمل الطلابي الجامعي وإبعاده عن السياسة». ورأت باسكال مصطفى، من جمعية Pictacédres للبنانيين في مدينة بواتيه، أنّ الأفكار المقترحة صعبة التحقيق وخيالية، مطالبة بالاكتفاء بضرورة تحسين الشروط الموجودة، لا طلب تغييرها بما يتنافى مع الواقع السياسي، فيما لمحت مريم حمادي من جمعية AULF للجامعيين اللبنانيين في فرنسا، إلى أنّ الواضح في هذا النشاط، كان تفاوت التنظيم بين جمعيات الطلاب الأجانب ومثيلاتها الفرنسية، وغياب التنسيق خصوصاً بين الجمعيات اللبنانية، التي وصل عددها على لائحة الآنيمافاك إلى 12، ما يفقدهم القدرة على توحيد آرائهم وأفكارهم.
وأرجعت فيفيان فييرا، المسؤولة في الآنيمافاك، هذا التفاوت بين تنظيم الطلاب الأجانب والطلاب الفرنسيين، إلى تسهيل الدولة لعمل جمعيات الطلاب الفرنسيين، وإلى المصاعب التي تواجه الطلاب الأجانب كتأمين سكن والبحث عن مورد مالي وحاجتهم الى متابعة أوراقهم الرسمية، وهي مشاكل لا يعاني منها الفرنسيون. ووضعت فييرا سلسلة أفكار تدرسها آنيمافاك، كتوسيع رقعة العمل لتشمل الطلاب القدامى، وإنشاء موقع لتبادل عروض السكن بين الطلاب، وتفعيل العلاقات بين مختلف المنظمات الطلابية، متعهدة بنقل الأفكار التي درست إلى المسؤولين الرسميين.