يتحدث الجميع عن التعذيب في السجون أو في أماكن التوقيف، كالمخافر، لكننا لا نحظى إلا نادراً بفرصة لنقع على أيّ دليل حسّي أو مادي على هذا التعذيب.ويدخلنا شريط يحمل عنوان «Maghfar hbeish» (مخفر حبيش) إلى ما يفترض أنّه مخفر حبيش، حيث يقوم عنصران أمنيان باستجواب أحد الموقوفين. وراء الشاب الموقوف يبدو هناك سريران على طرفهما سترة لقوى الأمن الداخلي، وهناك باب شرفة معلّق عليه أيضاً سترة لقوى الأمن الداخلي. يبدو الشاب في مقتبل العشرينات أو أواخر سنوات المراهقة. يظهر وحده في الصورة وإلى جانبه يد لعنصر من القوى الأمنية ممدوة باتجاه الشاب دون أن نرى وجهه. الشريط الذي لا يدوم أكثر من خمس عشرة ثانية مصوّر على كاميرا هاتف نقّال. يسأل العنصر الذي يمسك الكاميرا الشاب عن اسمه فيجيبه بأنّه يدعى إبراهيم. فيضربه العنصر الواقف قربه على رقبته، ونسمع العنصر الذي يمسك الكاميرا يقول له «كذَّاب».
تعاد الواقعة مرات عدة بالشكل نفسه: المجنّد يسأل الشاب عن اسمه، والشاب لديه الإجابة نفسها «إبراهيم»، مع ما يتبعها من نتائج.
فيطلب منه المجنّد الذي يحمل الكاميرا أن يغنّي، فيبدأ الشاب بإنشاد أغنية، وينال العقاب نفسه: ضربة على رقبته تطيحه إلى الأمام، ونسمع المجنّدين يضحكان.
ينتهي الشريط بمشهد المجنّد الواقف قرب الشاب وهو يمد يده إلى رقبته والشاب يخفض رأسه ظاناً أنّه سيضربه، لكنّه يمسك به من قميصه ويستمر بالضحك.