تنظّم جامعة الروح القدس في الكسليك مؤتمراً عن «الحوكمة الأكاديمية»، لدراسة التوازن داخل المؤسسات التربوية وفي البيئة المحيطة
الكسليك ـ جوانّا عازار
يشارك أكثر من 45 عميداً لجامعات عربية و35 عميداً لجامعات أجنبية، فضلاً عن ممثّلين لجامعات لبنانية في مؤتمر «الحوكمة الأكاديمية»، في جامعة الروح القدس في الكسليك. ويهدف المؤتمر، الذي تنظّمه جمعية كليات إدارة الأعمال والعلوم التجارية في الجامعات العربية وكلية إدارة الأعمال في جامعة الكسليك، إلى إصدار دراسات علمية.
ويرى عميد كلية إدارة الأعمال والعلوم التجارية في جامعة الروح القدس الكسليك الدكتور نعمه عازوري أنّ «الحوكمة الصالحة» هي كتلة متكاملة تخلق التوازن داخل العمل الذي يسبّب فقدانه خللاً كبيراً. في الجامعة مثلاً، يشارك في الحوكمة المديرون، الأساتذة، الطلاب، البيئة، وحتى الجيران. إذ لا يمكن أن تسبّب الجامعة إزعاجاً لجيرانها. ويدخل تنظيم السير من الجامعة وإلىها في هذا الإطار.
وبعد البرنامج المتطوّر عن الحوكمة الذي نفّذ في أوروبا منذ ثلاث سنوات، كان لا بدّ من عقد هذا المؤتمر، الذي أُجّل من 2006 بسبب الأوضاع التي شهدها لبنان.
تتطرق جلسات المؤتمر، الذي ينتهي اليوم، إلى إشكاليات تطال الحوكمة الجامعية، ومنها التحديات المباشرة للحوكمة، العلاقة بين متطلّبات سوق العمل وحاجة الطلاب ونوعية الشهادات الجامعية، إلى جانب المسؤوليات والتحديات التي تواجه الجامعات بالانفتاح على العولمة، والعلاقة المفترضة بين التربية والحوكمة الجامعية.
وتتحدث الدكتورة خديجة سعيد نادر، من جامعة أمّ القرى السعودية، عن مشاركتها في المؤتمر التي تتيح اكتساب الخبرات، وخصوصاً أنّ السعودية بصدد تطوير المناهج التعليمية. بدورها، تشير الدكتورة منى حامد موسى، من الجامعة نفسها، إلى أنّ الوفد السعودي سيرفع تقريراً مفصّلاً إلى وزارة التعليم العالي في السعودية عن نتائج المؤتمر وتوصياته، للبحث في إمكان تطبيق المقترحات في المملكة.
ويؤكد مدير برنامج «الماستر» في الدراسات المالية في جامعة جورج واشنطن البروفسور جورج جبّور إمكان صرف أي أستاذ في جامعته من عمله إذا كان تقويم الطلاب له سيّئاً، مرتين متتاليتين. من هنا ضرورة تحقيق الحوكمة الأكاديميّة لما فيه خير جميع المعنيين.
ويرى العميد عازوري أنّ لبنان غير بعيد عن أميركا والدول الأوروبية، رغم بعض الجامعات الصغيرة التي لا تراعي شروط النوعيّة اللازمة لإنشاء مجتمع جيد. ويلفت عازوري إلى أنّ «مجرّد الوعي وحضور المؤتمر يعني أنّ هناك بوابة لإنجاح الحوكمة الجامعية وتطبيقها وفقاً للآليات والقوانين التي تضمن الشفافية والمراقبة والكفاءة الذاتية، بما يؤثر إيجاباً في طريقة إدارة جودة المؤسسات التعليمية عبر المساءلة الفعلية». وأضاف أنّه كما يجب أن يحاسب الأب ويراقب داخل المنزل وكل أفراد العائلة يتحمّلون المسؤولية، فإنّ المسؤولية في تحقيق الحوكمة تقع على جميع الأطراف.
من جهته، تحدث الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية صالح هاشم عن قرار الاتحاد إنشاء مجلس لضمان الجودة يعنى بالتقويم المؤسسي والبرامجي للجامعات العربية وإعداد معايير لضمان الجودة، وخصوصاً مع التعليم الإلكتروني والافتراضي والتعلّم عن بعد وغيره من الأنماط الحديثة التي أفرزتها ثورة الاتصالات.