طرابلس ــ فريد بو فرنسيسحوّلت البسطات والمحال التجارية المنتشرة بكثافة على ضفتي نهر أبو علي مجرى النهر مكباً رسمياً للنفايات، في ظل عجز كامل عن إيجاد الحلول لهذه الأزمة البيئية التي بدأت تتفاعل بطريقة لافتة. فأصحاب محال الخُضر والمؤسسات المنتشرة على طول الكورنيش، لا يلتزمون الحفاظ على نظافته، ويواصلون رمي النفايات فيه، ويبدو أن قدرة البلدية على المراقبة وضبط الوضع ضئيلة، رغم أنها تنظف النهر باستمرار، وهي عملية لا تدوم آثارها أكثر من يومين، فتتراكم الفضلات من جديد. وما زاد الطين بلّة الأعمال الجارية حالياً في إطار مشروع سقف النهر الذي أثار ويثير الكثير من الجدل.
ويؤكد الأهالي أن الوضع البيئي لم يعد يطاق، وأن قوافل البرغش والذباب السامة تجتاح منازلهم يومياً حاملةً معها الأمراض، مطالبين البلدية باتخاذ إجراءات وتدابير صارمة تحمي هذه المنطقة وأهلها من الخطر البيئي الناتج من تحول مجرى النهر مكباً للنفايات تُرمى فيه الحيوانات النافقة، إضافةً إلى كونه مصبّاً للمجارير.
يقول محمد جابر، صاحب إحدى البسطات، إن «نظافة مجرى النهر تدل على حضارة المدينة ونظافتها، لكن هذه المنطقة متروكة لمواجهة قدرها ولا من يسأل ولا من يجيب، فالنهر مكشوف ولا يستطع أحد وقف رمي النفايات فيه، فكيف سيكون حاله بعد انتهاء أعمال سقفه بعد فترة؟ حينها لا أحد يرى ما فيه من أوساخ ونفايات. فهل يعقل أن يمتد مكب للنفايات على طول كيلومتر كامل من دون حسيب أو رقيب؟». ويبدي عبد الله المحمود تخوفه الشديد من الحال التي سيصل إليها مجرى النهر في الأشهر المقبلة عندما ترتفع درجات الحرارة وتتخمر النفايات، مؤكداً أن وضع النهر سيحوّل المنطقة إلى «موبوءة بكل ما للكلمة من معنى، فالإهمال بلغ ذروته ولم يعد من الجائز السكوت عن إهدار أبسط حقوق المواطنين». ويختم «يكفينا ما نعانيه على صعيد الوضع المعيشي والاجتماعي والفقر والتعتير حتى نحرم أيضاً بيئة نظيفة».
رئيس بلدية طرابلس المهندس رشيد جمالي يؤكد لـ«الأخبار» «أن البلدية تقوم كل فترة بتنظيف مجرى النهر، لكن الإمعان في رمي النفايات أوصل الحال إلى ما هي عليه الآن»، مشيراً إلى أن البلدية «ستعمل في الأيام المقبلة على تنظيفه مجدداً»، مستهجناً «عدم التزام المواطنين وأصحاب المحالّ بالامتناع عن رمي النفايات في مجرى النهر، رغم وضع البلدية عشرات المستوعبات على طول الكورنيش».