صباح أيوب«شو بدّي اعملكم، نحن وُلدنا في هذا البلد وهو هكذا»، لأول مرّة يستسلم السيّد لأمر خطير. لأول مرّة أرى كفّيه يرتفعان في الهواء ونظرات تعلن قدريّة مُرادة ومتعمّدة: «لبنان ليس سويسرا» و«شئنا أم أبينا في لبنان تركيبة طائفية».
لا ينوي سيّد المقاومة أن يقاتل هذه المرّة، فهو لا يجد سبباً لذلك. إذاً ولأننا «ولدنا في هذا البلد» علينا أن نقبل به كما هو... على علّاته؟ ماذا عنا، نحن الذين «أبينا» التركيبة الطائفية؟ «الأحزاب نعم بعضها عابر للطوائف»، يشير السيّد. هكذا فقط. عبرت هذه الكلمات بسرعة وبساطة وتهميش.
فهل من أوجد المقاومة الوطنية ضد إسرائيل أصبح «بعضاً» الآن؟ هل مَن أُسِر وقاوم واستشهد في الجنوب قبل أن يطأ أي سلاح آخر الحدود، بات رقماً صغيراً في المعادلة الانتخابية؟ وهل من يدعو إلى الترفّع عن منطق المحدودية والمذهبية بات «بعضاً» لا اسم له حتى ولا تاريخ ولا شهداء ولا انتصارات تذكر؟
أخبرني أحد الذين قاتلوا على جبهات حرب تموز أنّه لم يكن يعلم قبلاً أنّ هناك «شيوعيّين يتقنون فنون المقاومة والقتال على الجبهات!». الآن بتّ أعرف سبب تعجّبه وجهله. فليقرأ له أحدهم تاريخ هذا البلد.