النبطية ــ كامل جابر«هرج ومرج» رافقا أمس نزول سائقي الفانات إلى الشارع وتلويحهم بقطع الطريق، اعتراضاً على بدء بلدية النبطية تنفيذ خطة سير في المدينة تفترض جمع السيارات في محطة موحدة للركاب تنطلق باتجاه مختلف المناطق.
واستدعى تجمّع السائقين المعترضين بفاناتهم عند مثلث كفررمان ـــ حبوش ـــ النبطية، نزول قوة من الأمن الداخلي بإشراف آمر مفرزة السير في النبطية النقيب غسان الحسين إلى الأرض. وقد فاوض الحسين السائقين واستمع إلى مطالبهم، متمنياً عليهم «عدم اللجوء إلى العنف أو القيام بما يخالف القانون»، وتأليف لجنة متابعة لمقابلة محافظ النبطية محمود المولى.
وبعد لقاء المحافظ تحدّث حسين غندور باسم السائقين فأوضح أن اللقاء «كان إيجابياً، وقد أبلغنا المحافظ أن محطة النبطية جاهزة لاستقبالنا، شرط أن نسجّل أسماء السائقين وأرقام سياراتهم».
وأوضح الدكتور أحمد كحيل، عضو المجلس البلدي في مدينة النبطية، أن لقاءً جرى بعد ظهر أمس في مقرّ البلدية ضم أصحاب الموقف في محطة النبطية، صاحب موقف السيارات في صيدا محمود الحريري، ووفداً من أصحاب الفانات المعترضين على الإجراءات؛ وجرى على أثره التوصل إلى صيغة «تقضي باستقبال كل الفانات، مجاناً، حتى آخر الشهر الجاري في موقفي النبطية وصيدا؛ بما يشبه التجربة، وعلى ضوئها يمكن تسوية أوضاعهم بعد التقويم، أو البحث عن بدائل في حال رفضهم لهذا الخيار أو عدم ملاءمته». وأكد أن «هذا الإجراء المؤقت لن يضرّ بمصلحتهم. وغير صحيح أن هناك من يسعى إلى تشريدهم أو منعهم من العمل، لكن يجب ترتيب الوضع ضمن آلية التنظيم تمهيداً لتنفيذ خطة سير متكاملة في النبطية بدأناها بالفانات».
لكن كحيل لا ينفي مفاجأته بتحرّك السائقين أمس وتلويحهم بقطع الطريق «لم نفهم السبب، فنحن اتفقنا. لماذا غيّروا رأيهم؟». ويجد كحيل حديثه مناسبة ليوضح «أن خطة السير التي نحن بصدد تطبيقها تستوجب عدم دخول الفانات، كل الفانات، لا الفانات غير المسجلة في المواقف وحسب، من الطرقات الرئيسية إلى وسط المدينة، بل سلوك الطريق التي حددت لهم ضمن الخطة».
يذكر أنه وفق الترتيب الجديد، الذي ينتظر موافقة السائقين (ممن هم خارج آلية التنظيم) عليه، سيصبح بإمكان هؤلاء دخول مدينة النبطية عبر خط سير الفانات، من مثلث كفررمان ـــ حبوش ـــ النبطية باتجاه جادة نبيه بري، وصولاً إلى «محطة النبطية للركاب» خلف «البنك المركزي». وكذلك دخول موقف السيارات في صيدا، تمهيداً لدخولهم «بيت الطاعة» في المواقف «الرسمية» المقرّرة التي تستوجب دفع بدلات شهرية، إما للبلدية، أو للمستثمرين من أصحاب المواقف.
وأبدى مصدر باسم متابعي تنظيم آلية المواقف وتنفيذ خطة السير خشيته «من أن يكون أصحاب الفانات غير المسجلين، غير راغبين في تنظيم أمورهم، مستفيدين من الفوضى التي تسمح لهم بنقل الركاب عن جوانب الطرقات ومن الطرقات المتفرّعة داخل الأحياء»، مؤكداً أن «هذا ما لن يرضاه أحد».


خطة السير في النبطية

أثمرت سلسلة من اللقاءات داخل المجلس البلدي للنبطية، وبالتنسيق مع محافظ المدينة وقائد سرية الدرك فيها، على وضع مسودة خطة سير، من شأنها أن تخفف من حدة الازدحام داخل المدينة، عبر تنظيم مواقف السيارات وتحديد خطّ سير مختلف للدخول والخروج.
وتتلخص عناصر الخطة بتحرير الأرصفة من البضائع، تلزيم «بارك متر» أمام هذه الأرصفة للمتوقفين الاستثنائيين، تشغيل الموقف العمومي وتنفيذ خطة السير. وكانت أولى هذه الخطوات نقل موقف «التحرير» إلى المحطة العمومية ليشتغل قسم منها (50 إلى 60 سيارة)، أما القسم الباقي فسيكون مخصّصاً لمواقف السيارات المتجهة إلى بلدات قضاء النبطية، وللسيارات العمومية الصغيرة.