البقاع ـــ نقولا أبو رجيليعُثر صباح أمس على القيادي في تيار المستقبل ركان تركي المعدراني (42 عاماً) جثة هامدة، داخل إحدى غرف المبنى المخصص لتلفزيون المستقبل وإذاعة الشرق، في بلدة الدلهمية ــ شرقي زحلة، حيث يعمل موظفاً إدارياً في المحطة. وحضرت الأجهزة الأمنية إلى المكان فور شيوع الخبر، وضربت طوقاً أمنياً حول المبنى، ورفعت الأدلة الجنائية البصمات، وتمت معاينة الجثة. كذلك حضر النائب العام الاستئنافي في البقاع بالإنابة القاضي عمر حمزة إلى مكان حصول الجريمة.
وأثارت الجريمة بلبلة في صفوف سكان المنطقة، وما لبثت أن اتخذت طابعاً سياسياً، ولا سيما أن الضحية من القياديين البارزين في تيار المستقبل، إذ يتولى رئاسة محور رياق ــ حوش حالا ــ علي النهري في التيار. كذلك كان يتولى رئاسة إحدى اللجان الانتخابية، إضافة إلى رئاسته لتعاونية مزارعي القمح في البقاع. وقد هدأت النفوس بعد انتفاء الطابع السياسي، وتوقيف أحد أقرباء الضحية الذي اعترف بقتل المغدور لأسباب ثأرية.
بدوره، رفض تيار المستقبل التعليق على الحادثة، وقال أحد مسؤوليه في البقاع الأوسط لــ«الأخبار» إن التيار «لا يملك تعليقاً حتى الآن» وينتظر انتهاء التحقيقات. أما عن تفاصيل الجريمة، فقال مسؤول أمني لـ«الأخبار» إن الكشف الطبي على الجثة بيّن أنها مصابة بطلقين ناريين من سلاح صيد عيار 12 ملم. اخترقت الأولى الصدر والرئتين قبل أن تخرج من الظهر، ومزقت الثانية الرقبة وكامل عظام الرأس. وأضاف المسؤول أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن المشتبه فيه قتل المعدراني داخل الغرفة، بدليل وجود الباب الحديدي للمبنى مفتوحاً بعد الحادثة، ولوحظ كذلك اختراق إحدى الطلقتين زجاج نافذة الغرفة من الداخل إلى الخارج، والعثور على بقايا الزجاج المتناثر على أرض الشرفة من الخارج. وشُيّع المعدراني في بلدته الدلهمية عند الرابعة من بعد ظهر أمس.