السماق، أو ما يطلق عليه باللغة اللاتينية اسم Rhus coriaria هو شجرة موسمية تنمو شرقي المتوسط وموجودة بكثافة في لبنان. هي شجرة من عائلة أشجار الفستق الحلبي التي تتضمن أيضاً أشجار الكاجو والبطم، إلا أنها، بخلاف معظم أعضاء هذه العائلة، تحمل أزهاراً مزدوجة الجنس، ما يجعل الشجرة ذاتها منفصلة الجنس، تحوي براعمها أعضاءً ذكرية وأنثوية في الوقت ذاته، وتنمو ثمارها الحمراء المكسوة بالفراء على شكل عناقيد.
ويجب التمييز بين شجرة السماق اللبنانية ومجموعة من الأشجار التي تنمو في الأميركيتين والتي تحوي نوعاً مشابهاً ولكن شديد السمية، معروف باسم السماق السام، Toxicodendron vernix.
ينمو السماق اللبناني Rhus coriaria برياً على المرتفعات المتوسطة والمنخفضة على شكل مجموعات في المنحدرات الحادة والأراضي العذراء غير المزروعة. ومثل قرينه، البطم، يتواءم مع جميع أنواع التربة، حتى الجافة منها والفقيرة، رغم أنه يفضّل المناطق المشمسة.
في لبنان، يزرع السماق ويحرث جزئياً، إذ يعمد المزارعون إلى رعاية الأشجار التي تنمو فطرياً على تخوم أراضيهم المحروثة وإلى جني ثمارها. فرغم أن هذه الأشجار قد تتكاثر بفعل البذور البرية التي تنثرها الطيور والحيوانات المختلفة، إلا أنها تحتاج إلى شق جدار نواتها لتفرّخ.
ويعمد المزارعون إلى قطف البراعم الحديثة النمو من الجذور وإعادة غرسها في الأماكن المرغوبة، التي غالباً ما تكون غير صالحة لنمو أشجار مثمرة من أنواع أخرى. وتتحسن نوعية السماق كلما ازداد ارتفاع مكان نموه.
يستخدم السماق في المطبخ اللبناني مطيّباً للطعام. هو مقوّم أساسي في خلطة الزعتر الذي يحتوي أيضاً على عشبة الزعتر Origanum syriacum وبذور السمسم المحمصة. كما يستخدم بدل عصير الحامض أو الخل لإضفاء النكهة الحامضة على سلطة الخضار، وخصوصاً في سلطة الفتوش اللبنانية التقليدية، كما تستخدم ثماره المطحونة بعد مزجها بالماء والزيت مرقةً لتتبيل اللحم وللطهي، طريقة يعود استخدامها إلى العصور الرومانية. فاستخدام السماق قديم حضارياً، حتى أن أوروبيي العصور الوسطى كانوا يؤمنون بدوره في تسهيل عملية الهضم.
يقترن اسم السماق أيضاً بجزيرة صقلية، حيث يزرع هناك بكثافة، أما في لبنان، فهو يباع كثمرة بشكله العنقودي أو كبهار مطحون. يُنتج معظم الكمية المطروحة منه في الأسواق اللبنانية من حصاد الأشجار شبه البرية. ويبلغ سعر كيلو السماق حوالى عشرة دولارات، وهو مبلغ من شأنه أن يمثّل دافعاً كافياً للبدء في منهجة إنتاجه، بحيث يصبح مصدراً إضافياً لمدخول المزارعين في المناطق الوعرة ذات التربة الفقيرة بالمياه.
(الأخبار)