خضر سلامةفي إيرلندا، أعلنت المجموعة الأميركية DELL أخيراً أنها ستغلق أعمالها لتنتقل إلى بولندا، الأقل كلفة. تجدر الإشارة إلى أن دل تصنّف في إيرلندا باعتبارها الشركة المصدّرة الأولى في الاقتصاد الوطني، وإقفالها سيؤدي إلى إلغاء 1900 وظيفة في البلاد! أما شركة لينوفو الصينية، وهي المجموعة المصنفة رابعة على مستوى صناعة الكمبيوترات في العالم، فقد قررت سحب استثماراتها في مجال الكمبيوتر الشخصي من IBM، معلنة إلغاء 2500 وظيفة.
دل ولينوفو أصابتهما عدوى الأزمة المالية إذاً، ولا سيما من ناحية انخفاض الطلب على منتجاتهما، وخاصة أن معظم وأهم زبائن الشركتين هم من المؤسسات الضخمة التي تعاني مشاكل مادية، ما جعل معظم مؤسسات المعلوماتية العالمية تعيد حساباتها وتحضّر نفسها للدخول في موسم كساد، موقفة بذلك خططها وأفكارها التسويقية لهذا العام.
الخبر ليس مستغرباً بعدما أظهرت الدراسات احتمال تراجع معدلات أسواق الكمبيوتر العام الجاري، فحسب دراسة لمؤسسة IDC، سيتراجع سوق الكمبيوترات العالمي 1,3 في المئة، والتراجع الأكبر ستشهده السوق الأميركية بمؤشر 13,7 في المئة، مقابل 5,8 في المئة في أوروبا.
مجلة فورستر الاقتصادية، توقعت أخيراً تراجع اقتصاد المعلوماتية ككل، من برمجة واتصالات وبرامج وغيرها، بنسبة 3 في المئة هذا العام، وهذا سيكون التراجع الأول منذ عام 2002، إلا أن المجلة، توقعت أيضاً أن تتعافى الأسواق عام 2010 لتعود إلى مؤشر الارتفاع. السبب الأول لهذه الخضة، هو حسب الخبراء مشكلة العملات المحلية، إذ إن الوضع الضعيف للدولار وانخفاض قيمته سبّبا خسائر في مبيع الشركات الأميركية، أما الشركات المصنّعة الأوروبية، فإذا قيس إنتاجها على الدولار، فإن المتوقع تراجع مبيعاتها بنسبة 9 في المئة، أما إذا قيست على عملة اليورو الآخذة في الارتفاع، فإنها ستحقق ارتفاعاً بنسبة 1 في المئة.. من هنا، اقترحت فورستر إدخال «سلة عمولات محلية» إلى نظام التجارة المعلوماتية، تسمح بتفادي الارتهان بتلاعب البورصات العالمية بالعملات.