خالد صاغيةنحن على بُعد حوالى ستّة أشهر من الانتخابات النيابيّة. بدأت القوى السياسيّة بعصر أفكارها وإعداد برامجها. حزب اللّه لديه بند واحد في برنامجه: فوز التيار الوطني الحر. تيّار المستقبل لديه بند واحد في برنامجه: خسارة التيار الوطني الحر. القوّات اللبنانية لديها بند واحد في برنامجها: شدّ العصب المسيحي واستنفار المشاعر الطائفيّة إلى أقصى حد. التيار الوطني الحر لديه بند واحد في برنامجه: المزايدة على القوّات اللبنانيّة في شدّ العصب المسيحي وفي استنفار المشاعر الطائفيّة إلى أقصى حد. لا نستطيع أن نتكهّن بما ستصبح عليه البرامج في أوائل شهر حزيران، لكن يمكننا أن نرسم صورة لتدرّج المواقف السياسيّة.
من الواضح أنّ المعركة تدور بين القوى المسيحيّة وعليها. وقد بذلت هذه القوى مجتمعة جهوداً كبرى في سبيل السيادة والحرية والاستقلال. مهما يكن تقويم هذه الشعارات، فإنّها باتت الآن بعيدة عن تصوّرات الأطراف كافة. فمن السيادة، انتقلنا سريعاً إلى قانون الانتخاب. ومن النقاش في القانون انتقلنا إلى حصر النقاش في حجم الدوائر الانتخابية. فساد هرج ومرج بين من يريد أن يجعل القضاء دائرة انتخابية ومن يريد أن يجعل الدائرة ضمن حدود القرى والبلدات. وبين الاثنين، كان هناك طبعاً من يدعو من فوق عرشه البطريركي إلى أن ينتخب كلّ ابن ملّة نائب ملّته.
لكن سرعان ما بُتّ النقاش بشأن حجم الدائرة للانتقال إلى أمور أكثر أهمية. فجرى التباري حول المجازر بحقّ الفلسطينيين، وعرض كلّ طرف مسيحي إنجازاته في هذا المجال، قبل أن يعيّن اللبنانيّون حَكَماً في ما بينهم، هو صاحب الإنجاز الأجدّ في هذا السياق.
كان لا بدّ من التباري في مجال آخر. تلقّف الجميع معركة العُطل الرسميّة. ثمّة من انتصر للجمعة العظيمة، فجاء الردّ بمؤتمر صحافي عُقد خصّيصاً للبحث في عطلة اثنين الباعوث.
لكنّ السيارة التي فقدت فراملها أبت إلا أن تتابع الانحدار. الانتخابات النيابية اليوم تُختصَر بعنوان واحد: وُجدت سُبحة مسيحيّة عليها صور السيّد حسن نصر اللّه. الرجاء ممّن يعرف عنها شيئاً، الاتّجاه إلى أقرب مخفر للشرطة.