قاسم س. قاسموفي يوم الجمعة الاول بعد العدوان، إنطلقت تظاهرات مغايرة. تظاهرات إحتفالاً بالنصر وللتضامن مع أبناء غزة، إنطلقت من أمام مسجد الفرقان أمس في مخيم برج البراجنة، لشكر غزة على هذا "النصر الالهي" كما أسماه ممثل تحالف القوى الفلسطينية أبو موسى صبري. إختلطت ألوان أعلام الفصائل مع فضاء المخيم الذي يعج بالاسلاك الكهربائية وخراطيم المياه "الجوية" التي مددت في الفضاء بدلا عن الارض، في حين فاحت روائح عطور المؤمنين من عنبر ومسك، يوزع قطراته عادة رجل على باب المسجد. سار الرجال والنساء سويةً، الاطفال كانوا في المقدمة حملوا صور قادة حماس. رافق الصمت المتظاهرين ولم يكسره سوى صوت إمراة موجهة "تحيتان وتحية/ لغزتنا الابية". لم يبخل الرجال بدورهم بأصواتهم فنادوا المتقاتلين الاشقاء في غزة اليوم للوحدة بالقول "يا فصائل إيد بإيد/ الوحدة بتزيل الحديد". طافت المسيرة شوارع المخيم الرئيسية لتصب أمام جبانته حيث ستلقى الكلمات. هناك إستقبلهم نصب للشهيد ياسر عرفات، اما على يمينهم فكانت صورة كبيرة للسيد حسن نصرالله. عادت الاعلام لترتفع مجدداً وعاد الاطفال ليتقدموا مسؤولي المخيم. بدأت الكلمات وأولها كان للممثل منظمة تحرير فلسطين حسني أبو طاقة الذي بارك للشهداء "دمائهم الطاهرة التي سقطت في غزة الياسر والياسين"، داعياً جميع الفصائل "الى بدء العمل على تجسيد الوحدة الوطنية والشروع في الحوار الوطني". يختم أبو طاقة كلمته بالتأكيد على أنه "زمن زوال إسرائيل من الوجود". يلقي أبو موسى كلمة قوى التحالف الفلسطينية، موجها تحية "الى كل الشهداء: أبو عمار، ابو علي مصطفى، فتحي الشقاقي، أحمد ياسين، وللشهيد جهاد جبريل" مضيفاً أنه "لا يجب على أحد الرهان على الخلاف بيننا لاننا شعب كله مقاوم ولو كره الكارهون". تنتهي التظاهرة بالتبريكات للشهداء والشفاء للجرحى وبالدعوة الى "العمل معاً وسوياً من أجل إعادة إعمار ما تهدم ولتعزيز مقومات الصمود كما قال أبو طاقة في كلمته. يبدأ الجمع بالانسحاب، في حين تنتحي فتاتان، زاوية من الجبانة، الفسحة الخضراء الوحيدة في المخيم، التي هي ربما البقعة الوحيدة التي تستطيعان فيها، بعيدا عن ازدحام البيوت، ان تتجاذبا اطراف الاسرار من دون ان يسمعهما احد.