أكثر العبارات استخداماً في السياسة هي «شرائح». هنا يبدأ الخلط بين شرائح اللحم (بقر؟ ماعز؟ أم غنم؟) أو الدجاج (بلدي؟ مستورد؟ أم تربية مزارع؟). ليس أيٌّ من هذه معنيّاً، والمقصود هنا شرائح المجتمع اللبناني. وعند هذا التوضيح الأولي، تلتبس الأمور أيضاً بين تعريف المجتمع من جهة، واللبناني من جهة أخرى.يرى كتاب وصحافيون، لبنانيون أو معنيون بالشأن الشرق أوسطي، أنّ الأزمة اللبنانية الداخلية ناتجة عن عدم وجود مفاهيم موحّدة بين جميع الشرائح، أي الخلط مثلاً بين ميليشيا ومقاومة، معتدل وعميل، سريلانكية ومساعدة ربّة المنزل...
في خضمّ معركة «توحيد المفاهيم» الثانية (على اعتبار أن المعركة الأولى كانت في 1975)، المستمرة منذ حوالى أربع سنوات، توسّعت دائرة العبارات التي يجب توحيد تعريفها، ومنها مثلاً: حوار/ تأجيل، استراتيجيا/ نقاش، وسطية/ مستقلّون، كيديّة/ «السنيورة»، «السيّد»/ قداسة، فخامة الرئيس/ مختار المخاتير (المرحوم إيلي صنيفر في «ميس الريم»)، مسيحي في سوريا/ زعيم مشرقي، ممانعة/ إرهاب...
يدعو هؤلاء الكتاب إلى تطوير القاموس اللبناني وتوحيده.
عذراً على الاستطراد. بالعودة إلى «الشرائح»، يشدّد معظم السياسيين على أنّ «المطلوب أن تكون كل الشرائح اللبنانية متساوية وممثلة بشكل عادل في...». آه، يجب أيضاً توحيد مفهوم تساوي الشرائح: اقتصادياً واجتماعياً/ طائفياً ومذهبياً... إلخ.

نادر...