روني عبد النور «البيت الأبيض وتكنولوجيا العصور الوسطى!»، تحت هذا العنوان أوردت صحيفة «واشنطن بوست» تقريراً عن الحالة التقنية الصعبة التي اعترضت فريق الرئيس الأميركي باراك أوباما في يومه الأول كساكن للبيت الأبيض. فقد ذكر التقرير أن مسؤولي الإدارة الأميركية الجديدة، التي دخلت البيت الأبيض على وقع الحملة الانتخابية الأكثر «وعياً تقنياً» في تاريخ الحملات الانتخابية، اصطدموا بتعقيدات البيروقراطية الفدرالية في يومهم الأول، إذ واجهوا مزيجاً من الخطوط الهاتفية المقطوعة، برامج الحاسوب القديمة، حظر الدخول إلى موقع فايسبوك، وتقييدات أنظمة الحماية التي تمنع استخدام البريد الإلكتروني الخارجي، حيث علّق بيل بورتون، الناطق باسم أوباما، قائلاً إن ما جرى مع الفريق يشبه الانتقال من استخدام الـXbox والعودة إلى أيام الأتاري.
الصحيفة أضافت أنه إلى جانب الخلل في تحويل الاتصالات ومنع عدد من المراسلين من دخول البيت الأبيض بسبب فقدان لوائح التصريحات، فقد عجز الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض بحلّته الجديدة، التي يملأها الفخار، عن توفير أي تحديث يتعلّق بحيثيات يوم أوباما الأول الذي تخللته دعوة عامة ولقاءات مع الفريقين الاقتصادي والأمني.
وعلاوة على ذلك، لم يتمكن الموقع الإلكتروني في اليوم الأول من عكس صورة الشفافية التي وعد أوباما بتوفيرها، ففيما كان الرئيس قد شرع في إصدار بعض التعليمات، فإن الموقع أبقى على تعليق مفاده أن الرئيس لم يصدر أي أوامر تنفيذية بعد. ولم يشرح أي من أعضاء الفريق أسباب هذا التناقض، لكنهم وعدوا بحل المشكلات على وجه السرعة.
وبعد أداء الرئيس اليمين الدستورية، دخل أحد أعضاء فريقه الإعلامي إلى مكتبه ليجد أنه عاجز عن تحديد البرامج التي يمكن تحديثها أو حتى الحواسيب التي يمكن استخدامها لغايات معينة. فأعضاء الفريق المعتادون على استخدام برامج ماكينتوش، وجدوا حواسيب مجهّزة بنسخ قديمة من برنامج مايكروسوفت، ناهيك عن ندرة الحواسيب المحمولة. فيما عانوا أيضاً في إضافة التعليقات على أفلام الفيديو على الموقع.
من ناحية أخرى، اضطرّ أحد المسؤولين، الذين استُدعوا من الخارج، لاستخدام هاتفه المحمول الذي كان يستخدمه خارج البلاد لعدم توفير هاتف بديل له، فيما حوّل مسؤول آخر، فُصل الهاتف الذي كان يستخدمه خلال المرحلة الانتقالية، بتحويل اتصالاته إلى هاتف زوجته. كما استعمل العديدون حسابات بريدهم الإلكتروني الشخصية.
وقد استاء المستشارون الكبار من الترتيبات الجديدة التي حدّت من قدرتهم على التحرّك بسبب الإجراءات التقليدية والدواعي الأمنية على حد سواء.
يُذكر أن أموراً مشابهة ثبّطت عزيمة موظفي البيت الأبيض أيام الإدارة السابقة. فقد تذكّر ديفيد ألماسي، الذي أصبح مديراً للمسائل المتعلّقة بشبكة الإنترنت في فريق بوش الابن، كيف استغرق الأمر أسبوعاً بين دخوله إلى البيت الأبيض وتجهيزه بحاسوب وجهاز BlackBerry. وأضاف أن البيت الأبيض هو أيضاً مؤسسة تتطلّب بدورها مرحلة انتقالية بغض النظر عن هوية الرئيس.
بيد أن الأمور كان يمكن أن تكون أكثر سوءاً بالنسبة إلى الفريق الأوبامي. فبينما اشتكى مسؤولون من إدارة الرئيس بوش خلال المرحلة الانتقالية عام 2001 من وجود حروف ناقصة على لوحات تشغيل حواسيبهم، لم يُشر إلى أن فريق أوباما واجه مشكلة من هذا القبيل. وربما يكون في ذلك سبب لعدم شعور فريق الرئيس الجديد بالإحباط، إذ سبقه آخرون في تجربة البيت الأبيض المنتمي إلى العصور الوسطى تكنولوجياً!