يستغلّ أحد طلّاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ـــ الفرع الأول، الأسبوع الأخير للمهلة التي حددها رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور زهير شكر كي يتسجّل في الكلية. يحمل المستندات المطلوبة ويقصد مكتب شؤون الطلاب لتقديم أوراقه وتسلّم الإيصال كي يستطيع دفعه في «الليبان بوست». تعمد الموظفة الغارقة بين أكوام الورق إلى «أردفة» الطالب بسبب نفاد دفاتر الإيصالات. تدعم موقفها بالقول: «رفعنا مذكرة إلى الإدارة المركزية لطلب دفاتر إيصالات ووعدونا بتسليمها بهل كم يوم بدك تنتطر». ثم تستدرك لتطمئن الطالب المتوجس: «على كل حال فيك تتسجل الخميس وإذا بدك الجمعة». ينتفض الطالب مبدياً تخوفه من انقضاء مهلة التسجيل التي تنتهي غداً الجمعة، فحينها لن يجد له مقعداً بين زملائه، فيذكّر الموظفة بأنّ الدوام الرسمي ينتهي عند الحادية عشرة. لا تملك الموظفة الوقت الكافي لتكمل حديثها مع الطالب فتصر على التأجيل «يا عمي تعا الجمعة ما في دفاتر شو بعملك!». ثم تعود لتطمئنه إلى أنها ستكون في مكتبها نهار الجمعة وهي من ستعمل على تسجيله قائلةً له «ما عليك وما تخاف نحنا منسجلك». بعد عملية أخد ورد بينها وبين الطالب، تحرص الموظفة على التأكيد أنّ «الموضوع خارج عن إرادتنا ومش بإيدنا، ناطرين الادراة لتجبلنا الدفاتر». تهم بالانسحاب، قبل أن يتمنى عليها الطالب أن لا تتأخر نهار الجمعة للحضور إلى مكتبها. يخرج الطالب وفي خلده سؤال: «هل من المعقول أن تنفد الإيصالات من أكبر كليات الجامعة؟». (الاخبار)