هاني نعيم«صباح ومسا» هو ملتقى لعابري باب توما. يختزن حيّ باب توما وأزقّته الضيّقة نَفساً دمشقيّاً، يشكّل فسحة حميميّة لكل باحث عن الهدوء والحنين. تعطي مقاهي هذا الحي ومطاعمه نكهة إضافيّة للمشهد. مطعم «صباح ومسا» هو أحد تلك المطاعم. كلاسيكيّة الخشب تخبّئ تاريخاً بل سجلاً من «الخبريّات» والقصص التي لا تمل من سماعها وتردادها. هنا كل شيء يشي بذلك: الطاولات، والمقاعد، والجدران المبنيّة بالحجر القديم، وكأنّك تتناول غداءك في كهف بعيد. والقناطر الشاهقة الطول التي تتوزّع المطعم وزواياه، فيحتار الزائر إن كان في كهف، أم قلعة أم مطعم.
هذا بالنسبة إلى «الهيكل الداخلي»، أما على الجدران، فتتراصف لوحات ومنحوتات فنيّة واسعة، تمثّل مشهديّات تاريخية تعطي الناظر إليها خيار تفسيرها كما يشاء. ولوحات أخرى منحوتة عبارة عن وجوه، تشبه إلى حد ما ملامح العابرين في باب توما، إضافة إلى نباتات متسلّقة للجدران تستلقي في إحدى الزوايا.
ترتفع رفوف قرب الجدران، تضم أواني قديمة: صحون فخار، مهباج صغير، مكواة على الفحم، مدقّة، وأشياء أخرى تنمّ عن تاريخيّة دمشق...
«صباح ومسا» الذي افتتح قبل سنوات، يقدّم مختلف الأطباق الشرقيّة (مازات دمشقيّة وغيرها) والغربيّة، ويبدأ صباحه عند السابعة والنصف صباحاً، وتظل أبوابه مفتوحة حتى الواحدة ليلاً، ولا تُغلق أبوابه أمام الروّادالمتنوّعين ما بين عائلات، وشباب وصبايا، وعابرين لا هويّة
لهم.