طرابلس ــ فريد بو فرنسيسلا يكاد سوق الأحد في طرابلس يستقر في مكان، حتى يجد نفسه مهدداً بالانتقال إلى مكان آخر، ويجد كثير من باعته أنفسهم مهدّدين بالبطالة. فبعد ثمانية أشهر من انتقال السوق إلى الضفة الجنوبية لنهر أبو علي، ها هي البلدية تعلن رغبتها في نقل السوق مجدداً إلى مكان آخر بسبب أعمال الترميم الجارية في التكية المولوية الملاصقة للسوق.
يقول رئيس نقابة الباعة علي السلو إن البلدية أبلغتهم بالتهيّؤ للانتقال، لأن عملية الترميم تفرض فتح الطريق التي يقوم عليها السوق. ويذكر السلو أن البلدية اقترحت عليهم مكاناً على الطريق المؤدي إلى مرفأ طرابلس عند مستديرة نهر أبو علي، وهو مكان ضيق، لا يتسع لكل الباعة، كما لا يتيح حرية الحركة للزوّار الذين يتكاثرون أسبوعياً. ويؤكد السلو أن الباعة يوافقون على الانتقال، لكن إلى مكان أوسع «لأننا لسنا مستعدين لتشريد أربعمئة عائلة في هذه الظروف الصعبة». هذا ما يبدي رئيس بلدية طرابلس المهندس رشيد جمالي حرصه عليه أيضاً، إذ يقول إن البلدية تبحث عن فسحة تلبي حاجة الباعة والمواطنين، من دون التأثير على المنظر العام، مرجحاً أن يستغرق الأمر ما لا يقل عن أربعة أشهر: «المشكلة مؤجلة، ولن تستعصي على الحل». يذكر أن سوق الأحد كان يُعرف سابقاً بسوق الجمعة، حين كان لا يزال صغيراً ويقتصر على بضع بسطات تعرض سلعاً قديمة ونادرة، مثل المفروشات القديمة أو الأسلحة ومعدات يدوية منقرضة كالجاروشة، والأجران السوداء، وغيرها، ولم يكن يقصده إلا زبائن خاصون يبحثون عن هذا النوع من السلع. لكن، مع غلاء الأسعار، تغيّرت أنواع السلع التي تعرض في السوق لتطال مختلف احتياجات المواطن اليومية، كما ارتفع عدد الباعة، وبات السوق يحوي نحو 400 بسطة، تعرض مختلف أنواع البضائع، من أقفاص الدجاج البلدي إلى بائعي الذرة والبليلة، ومن المفروشات والكتب إلى المكسرات والمعجنات والأدوات المنزلية والأحذية والثياب وغيرها. ومع تكاثر الباعة والروّاد، صار سوق الجمعة الذي أقيم قرب الجامع المنصوري الكبير، يشهد ازدحاماً ملحوظاً، فاضطرّت البلدية لنقله إلى مكان قريب من النهر. لم يطل الوقت حتى سبّب ازدحاماً أكبر فقررت البلدية أواسط التسعينيات أن يكون السوق يوم أحد، لأن الحركة تكون أقلّ في عطلة نهاية الأسبوع.