بيار الخوريمن نيكاراغوا إلى بوليفيا، وصولاً إلى فنزويلا، بلدان ساخنة بهيجان المعارضة الفاشلة انتخابياً، حيث يئنّ اليسار تحت وطأة «الفساد الانتخابي» الذي تعمل المعارضة على إثارته كذباً. أما التحليق في فلك الديموقراطية، فأصبح واقعاً داخل بلدان أميركا اللاتينبة. استطاع اليسار تكوين سلطته، وذلك بسبب وعي الشعب من مخاطر «الهجمة الإمبريالية» على موارده التي اغتصبت بالماضي من خلال أنظمة ديكتاتورية عسكرية قبعت في السلطة. فالساندينيّون صامدون في الحكم في نيكاراغوا وهم انتصروا في الانتخابات البلدية، وموراليس الهندي يتفاوض مع المعارضة، وتشافيز خسر الاستفتاء على تعديل الدستور لكنه انتصر على الغرب باعترافه بالخسارة، ومن ثم انتصر في الانتخابات البلدية منذ مدة قصيرة.
الشعب قرر تمزيق صفحة الأوليغارشية العسكرية التي كانت سائدة مع باتيستا وبينوشيه وغيرهما من جهابذة الإدارة الأميركية في بلدانهم. أما اليوم فتسعى الولايات المتحدة إلى التغلغل مجدداً من خلال اتهام الأنظمة المتفوقة ديموقراطياً أولاً بالتزوير الانتخابي، كما حصل في نيكاراغوا، وثانياً بتشجيع الانفصالات المناطقية التي تزخر بالموارد بحجة عدم التكافؤ في توزيع الموارد كما في بوليفيا. لكن من المؤكد أن الثورات مستمرة في أميركا اللاتينية، فـ«الثوار لا يتقاعدون» بحسب كاسترو.
أما مقولة أن «صندوق الاقتراع هو كفن الثوريين»، ففيه الكثير من الإجحاف في حق قادة وشعوب أرادت الحياة ضمن إطار مواردها وطاقاتها البشرية والمادية، وأرادت الاستقلال الحقيقي عن إمبراطورية العولمة. فالثورة ما زالت متجذّرة داخل النفوس، والإرادة موجودة بقدر الحاجة. وهنا لا بد من التذكير بخطاب ماركوس للحشود في مسيرة الزاباتيستا حيث قال: «لا تدعوا فجراً يشرق من دون مكان لنا».