زحلة ــ نقولا أبو رجيلي«إنتاجية جيدة في مبنى سيئ»، هذا ما يجمع عليه عدد كبير من أهالي تلامذة «متوسطة زحلة الجديدة الرسمية» التي يعرفها السكان باسم «مدرسة أنطوانيت خوري». تعاني المدرسة التي كانت أول من اعتمد اللغة الإنكليزية في التعليم في المنطقة من سوء حالة المبنى الذي تشغله، إلى جانب أنّها تقع في منطقة مكتظة سكانياً هي حي الميدان الغربي.
ومنذ تأسيس المدرسة عام 1961، لم يتغير المبنى الأثري القديم الذي استأجرته وزارة التربية والتعليم العالي أو المعارف كما كانت تعرف في ذلك الوقت. ويتطلب الوصول إلى المبنى جولة معقدة في السيارة، ثم مشياً على الأقدام لمسافة 100 متر. ويتوزع تلامذة المتوسطة المئتين على 11 غرفة في المبنى وست غرف ملحقة به. وفيما ليس في المدرسة غرفة للمعلمين، يتشارك الناظر والمدير غرفة واحدة لتتوزع صفوف الروضة حتى التاسع الأساسي على الغرف الأخرى.
لا تحتوي القاعات على أي وسيلة للتدفئة المركزية أو أجهزة التبريد التي يمكن أن يخفف وجودها رائحة الرطوبة التي تفوح من الجدران طوال أيام السنة. معاناة الأساتذة والتلامذة لا تنحصر داخل المبنى، بل تنسحب إلى ساحة الملعب الذي تضيق مساحته بأعداد التلامذة (100 متر مربع فقط)، ما يضطر النظّار إلى الوجود الدائم فيه، تداركاً لأذى قد يلحق بأطفال مرحلتي الروضة والابتدائي، نتيجة تدافع تلامذة الصفوف المتوسطة.
وتشرح المربية أنطوانيت خوري التي شغلت منصب مديرة المدرسة منذ تأسيسها حتى عام 2000 تاريخ إحالتها إلى التقاعد، مراحل إنشاء المدرسة. فنجحت خوري بعد توليها إدارة المدرسة في عام 1963 باستحداث صفوف المرحلة المتوسطة حتى شهادة البريفيه، بعدما كان التعليم في المدرسة ينحصر بالمرحلة الابتدائية. وتلفت خوري إلى أنّ نسبة النجاح التي يحققها تلامذة المدرسة في الشهادات الرسمية، كانت ولا تزال تفوق 85 في المئة، رغم حالة البناء السيئة. وطالبت خوري المسؤولين في وزارة التربية والتعليم العالي ببذل الجهود للحفاظ على هذه المؤسسة التربوية، إما ببناء مبنى جديد أو استئجار مبنى بديل يليق بالأساتذة والتلامذة. كما دعت المعنيين إلى الأخذ بعين الاعتبار المقترحات السابقة التي كانت قد تقدمت بها أثناء توليها إدارة المدرسة، وإيجاد الحلول المناسبة بالتعاون مع الإدارة الجديدة، للوصول إلى الغاية المنشودة.
ويعود تاريخ بناء المنزل الذي تشغله «متوسطة زحله الجديدة الرسمية» إلى عام 1930 كما أوضح صاحب المبنى، إميل شحادة. لا يمانع شحادة أية مبادرة من الدولة لترميم المبنى أو إزالته نهائياً لتشييد مدرسة جديدة على نفقة وزارة التربية.