شهدت النشاطات المنوّعة والأجنحة المختلفة في «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب 52» الذي انتهى منذ يومين في البيال، إقبالاً شبابياً مقبولاً. ماذا يقرأ هؤلاء؟
هاني نعيم
انتهت النسخة الثانية والخمسون من «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب» وسط تقويمات مختلفة. فهناك من رأى أنّ المعرض كان عادياً، فيما رأى آخرون أنّه كان جيداً جداً، وخصوصاً لناحية الإقبال الشبابي على أجنحته المختلفة. وبالفعل، كان الملاحظ تردّد عدد لا بأس به من الشباب على المعرض، خصّص البعض منهم ميزانيات للكتب التي يرغبون بإضافتها إلى مكتباتهم.
«عم لحّق حالي» يقول الشاب، محمد القاسم، الذي يبلغ 21 عاماً. اشترى محمد كتاباً دينياً لمرشد جمعية المشاريع الإسلامية، بعدما نصحه به صديقه يحيى الخليل (28 سنة) الذي اشترى كتباً دينية أخرى، وكتاباً عن طب الأعشاب، وآخر عن أصل الأسماء العربية.
وكان هناك حضور لتلاميذ المدارس. فاشترى الطالب الثانوي عارف الدنف كتباً عن الدستور اللبناني، طب الأعشاب وعن بوذا وكمال جنبلاط، إلى جانب روايات شكسبيرية، مشيراً إلى أنّه سيشتري كتباً فلسفية ليضيفها إلى مكتبته «لتصبح أغنى». فيما تؤكد التلميذة هلا قدورة أنّها ستشتري الكتب التي تعجبها عن الحرية والأحلام والإنسان. أما التلميذة فاطمة مكّي، فاشترت بحوالى 100$ روايات لباولو كويللو وقواميس وكتباً عن الشعر والطب.
طالب الدراسات العليا في العلوم الطبيعية، فراس فاضل، تأخر لليوم الأخير لزيارة المعرض، بسبب امتحاناته «وقبضت متأخراً» يقول بسخرية. لذا فهو سيشتري الكتب التي تعجبه لاحقاً من المكتبات.
أغلب الشباب زاروا المعرض أكثر من مرة وخصّصوا ميزانية لصرفها فيه. فاشترت الموظفة دلال شحادة (29 سنة) روايات لأمين معلوف، وكتباً أخرى أعجبت بعناوينها بمبلغ المئة دولار أميركي التي خصّصتها «للتبضّع». أما الطالب في الثلاثة اختصاصات (هندسة ــ علم نفس ــ علوم سياسية) محمد حمد فاشترى كتباً بحوالى 300 ألف ليرة لبنانية، وتنوّعت ما بين روايات عربية لأحلام مستغانمي، وفرنسية لـ«لا فونتان»، إلى جانب كتاب «فلسفة الثورة» لعبد الناصر. الطالب في إدارة المعلوماتية، علي جعفر، يتذمّر من عدم وجود الجزء الثاني لرواية الإخوة كرامازوف لدوستويفسكي في المعرض، لذا اشترى كتاباً لستالين وروايات لكويللو وماركيز ودواوين شعر لمحمد الماغوط ومحمود درويش. الشابة ليليان شرّي (30 سنة) اشترت روايات عربية، وديوان شعر لمحمود درويش «لا أحب الروايات المترجمة».
لا يشتري الجميع الكتب بطريقة عشوائيّة. إذ اشترى الطالب في الدراسات العليا في الفلسفة والعلوم السياسية، محمود حمادة، كتباً بلائحة محدّدة مسبّقاً تشمل مصادر ومراجع من أجل دراسته. كذلك الأمر، بالنسبة إلى الطالب في الدراسات العليا، حسن عبّاس، الذي حضّر لائحة مراجع لدراسته.
كان للشباب ملاحظاتهم على الأسعار ودور النشر وحركة الناس. فرأت الأغلبية أن الأسعار مرتفعة، «ويمكن أن تكون أرخص» كما علّق الكثيرون. فيما انتقد أحد الطلاب كثرة دور النشر الإسلامية قائلاً «على المنظّمين الموازنة بين توجهات الدور المختلفة». بينما لفت آخر إلى أنّ غياب الحملات الإعلانيّة للمعرض هو السبب في قلّة زواره، ويعطي مثالاً على ذلك أنّ زملاءه في الجامعة لم يعرفوا بإقامة المعرض.