نشرت جريدة «الأخبار» مع عددها الصادر السبت الماضي ملحقاً خاصاً بعنوان «الرجل الذي رأى»، وهنا بعض الملاحظات:ـــــ احتوت المقالات الواردة في الملحق على بعض المغالطات العلمية والتاريخية، هَدَف منها الكتّاب إلى تضليل الرأي العام غير المُطَّلِع على الماركسية، وذلك بغية ترويج فكر سياسي، اجتماعي، اقتصادي «حَسَن النية» يريد «خير البشرية».
ـــــ هكذا سعى منظِّرو الملحق، عن قصد، إلى الإضاءة على إيجابيات الشيوعية والتعتيم على سيّئاتها.
ـــــ في المقابل، عطفاً على الملاحظة الثانية، فعل هؤلاء المنظّرون عكس ذلك كلما أتوا على ذكر الرأسمالية.
ـــــ يستخدم «فلاسفة» هذا الملحق عبارات صعبة وأسلوباً أدبياً معقداً في شرح «فلسفتهم»، وذلك: أولاً: لإخفاء عدم فهمهم واستيعابهم للأفكار التي يروّجونها.
وثانياً: لإيهام الرأي العام العادي بقدرتهم على «فهم» الماركسية دون سواهم، وذلك لدفع القارئ إلى القول: «هؤلاء أفهم من غيرهم، لذا لا بد أن نحترم (أو نسلّم بـ) شروحاتهم وبُعد نظرهم».
ـــــ يحاول الملحق الترويج لفكرة أنّه «لولا حركشة الرأسمالية بالشيوعية لما انهارت الأخيرة»، فيما لا يشير منظّروه إطلاقاً إلى حركشة الشيوعية بالرأسمالية في كلامهم عن «الانهيار» الرأسمالي والأزمة الاقتصادية الحالية.
في الختام، وأثناء كتابتي هذه السطور، طاردتني فكرة ثقيلة لم أستطع مَحوَها من دماغي، ولا حتى عن الورق: لم أقرأ الملحق، ولم أقرأ «الرجل الذي رأى»، فقط رأيته.

بشير...