البقاع ــ أسامة القادريشهدت منطقة المعلّقة ـــــ قضاء زحلة، أول من أمس، محاولة سرقة جماعية، على شاكلة تلك المحاولات التي تعرضها الأفلام السينمائية. وفي التفاصيل، فإن مجهولين اقتحموا مرأب السيارات في بناية جورج عيسى، حيث وجدت أربع سيارات من نوع جيب شيروكي مكسورة الزجاج الخلفي. لم يكتف المقتحمون بذلك، بل عطّلوا مفتاح المحرك الكهربائي أيضاً، لكنّ أجهزة الإنذار المتطورة التي تتمتع بها هذه السيارات منعت المشتبه فيهم من إتمام عمليتهم. إذ فرّوا إلى جهة مجهولة، مخلّفين أضراراً بالغة بالسيارات. ولفت أنظار المواطنين هناك أن السيارات الفخمة الموجودة في المرأب لم تتعرض لخدش واحد (رغم فخامتها)، وقد ركّز المقتحمون على الشيروكي فقط. وبعد اكتشاف أصحاب السيارات للحادثة وهم: خليل عبد الدايم، وهيب شلهوب، روزي نمير، وإسحاق اندكيان، حضرت القوى الأمنية على الفور، وباشرت تحّقيقاً موسعاً، تخلله رفع البصمات الجنائية.
وفي حادثة مشابهة، لا تخلو من اللمحة السينمائية بدورها، كان المواطن ميشال ف. قد ادّعى أن مجهولين سلبوه سيارة من نوع شيفروليه بلايزر، عند مفترق تعاضد الجيش في بداية أوتوستراد بعلبك. المثير في الأمر أن ملكية السيارة تعود إلى إحدى شركات تأجير السيارات. أما عن شرحه لعملية السلب، فأعلن ميشال أنه كان قد أقلّ إحدى الفتيات، خلال رحلته من بيروت إلى زحلة، عن طريق «الأوتوستوب». ولدى وصول السيارة إلى جسر زحلة الأساسي، طلبت الفتاة اللطيفة منه إيصالها إلى رياق. استجاب ميشال بطيبة خاطر. تخطّت السيارة حاجز الجيش كالمعتاد، وظلت الأمور على ما يرام، حتى اعترضته سيارة في منتصف الطريق، وشهر أحد المسلّحين بداخلها مسدّساً وأطلق النار منه فوق رأسه. أكد ميشال أن الصوت كان مرتفعاً، لكن يبدو أن أصوات الأعيرة النارية مألوفة هناك. توقف ميشال استجابة لطلب المسلّح، ونزل من السيارة. وكما أقلّها بكل طيبة خاطر، سلّم ميشال الفتاة التي إلى جانبه السيارة بالطريقة ذاتها. قادت الفتاة السيارة إلى جهة مجهولة، وتبعها المسلّح بسيارته.
وفي حادثة أخرى، أوقف عناصر حاجز درك ضهر البيدر، أمس، المواطن أنور م. 39 عاماً، وذلك أثناء قيادته سيارة من نوع تويوتا موديل 1985، اشتبه فيه بسرقتها في النهار نفسه (أمس الأحد)، من أمام أحد المحال في مدينة صيدا، بعد ما ادّعى صاحبها رامي م. على مجهول بسلبه إياها. واعترف المشتبه فيه بسرقة السيارة، وبأنه كان ينوي التوجه بها إلى بلدة بريتال، لبيعها وشراء المخدرات مقابل ثمنها. وبناءً على إشارة القضاء المختص، أحيل الموقوف على الشرطة القضائية.
تحصل عمليات السلب في وضح النهار، كما يدّعي ضحاياها. وأكد بعض سكان منطقة البقاع الشمالي، ممن التقتهم «الأخبار» أن بعض المشتبه فيهم معروفون لدى الأجهزة، «لأنهم يتصلون بصاحب السيارة المسروقة، ويطلبون منه دفع مبلغ من المال إذا أراد استرجاعها».


الخطة الأمنية تأجّلت

أكد مسؤول أمني لـ«الأخبار» أن القوى الأمنية نجحت في ضبط عمليات السلب بقوة السلاح في الفترة الأخيرة، في مناطق جبل لبنان وبيروت، ما سبب انكفاءً لمرتكبي هذه العمليات باتجاه مناطق البقاع (البقاع الشمالي خصوصاً). ولفت المسؤول ذاته إلى أن الأجهزة الأمنية كانت تعدّ لحملة أمنية على بعض المشتبه فيهم بقاعاً، بالتزامن مع انطلاق «الأسبوع الأمني»، بهدف توقيفهم أو على الأقل وضعهم في حالة دفاعية. بيد أن بعض التبديلات الروتينية التي حصلت في قوى الجيش المنتشرة في المنطقة أخّرت متابعة الخطة. ووعد المسؤول الأمني بإعادة وضع هذه الخطة على سكة العمل فور تخطّي العقبات اللوجستية المذكورة.