باسل قاسم ريحان إنها ليست فتاة الشاطئ الذهبية الشعر. إنها ليست فتاة الليل المظلم والأنوار الحمراء. إنها ليست فتاة أحلامكم ورغباتكم لتهز مشاعركم. أيها النائمون الحالمون بالعودة المنتظرة انتظروا، إنها فتاة شاطئ غزة ذات الأمواج الحمراء والظلام الدامس كما قلوبكم وعقولكم. إنها أخت الأطفال القابعين في معتقلات العدو ولجنة حقوق الإنسان قد طردتها. إنها شقيقة كل الأطفال على ماكينات الإنعاش، فأين قضيتكم العربية منكم... لها ألف تحية مني وألف سلام. لك الزهر، لك الورد والرياحين، لك ما بقي من برتقالات حيفا وعكا وأغصان الزيتون والزيت المقدس. لك بخور مريم وما بقي من أجراس الكنائس. لك أدعية مساجد القدس وحمام السلام، ولك مني ركعتان وصلاتان وألف سلام ولهم الهمة والتمر والشمس على شواطئ لذاتهم. لهم ما بقي من أحجار الدور وأسوار الأندلس. لهم الانكسارات والانهزامات وكل تواريخ النكبات لك تاريخ البطولة الذي خط بالدم على شاطئ غزة وفي جنين وبيت حانون والناصرة، ولهم العار وقناديل الليل الحمراء المعلقة فوق رؤوسهم المخمورة. ولك سلام من قانا الجليل من سجد من الريحان، فلا تأسفي ولا تحزني فإنهم نائمون يحلمون.
يحلمون بفتاة غيرك وصرخات غير تلك التي أطلقتها.
لهم البحر، فنهاية أحلامهم ونهايتهم هناك، ولك الوعد لك القسم. لك ما تحقق من أنشودة الثوار، ولك لك وجه القمر، ولك أكاليل الغار، ولهم أحلامهم ووعود كاذبة، ولهم جهنم وبئس المصير.