ديما شريفوصل بي الهوس والتعلّق المَرَضي بالفايسبوك إلى أنّني أصحو ليلاً وأهرع إلى الحاسوب لأتأكّد أنّ الموقع ما زال يعمل، وأنّ إدارته لا تزال تحبّني ولم تلغِ حسابي فيه عندها أو تطردني من الصفحات التي أديرها.
كما أصبحت أبكي كلما أحسست بدنوّ أجل ولايتي على الموقع، بعد أن يهددني البعض بإغلاق حسابي عندما «أتزعرن» قليلاً وأزعج بعض الفينيقيين والإسرائيليين.
عندما تذمرت من هذا الموضوع أمام أحد الأصدقاء، قال لي إنني أعاني عوارض أكثر الأمراض شيوعاً وخطورة في هذه البقعة من العالم، وهو مرض «السياسة اللبنانية». أما عوارضه الأساسية فهي إدمان مركز معيّن والتمسك به «باليدين والرجلين والأنياب»، البكاء في مناسبة وغير مناسبة، والكذب على الجميع حتى مواطني أمّتي الأبية والعنيدة والمعتدلة.
سألت صديقي عن العلاج لأنّني لم أعد استطيع تحمّل هذه العوارض، وبدأ وزني بالتناقص تدريجاً والأرق والكوابيس تلاحقني. ضحك صديقي طويلاً. في الحقيقة، هو لا يزال يضحك حتى الآن. وربما مات من الضحك من سؤالي الساذج جداً، كما سماه. بين نوبات ضحكه الهستيرية، أخبرني أنّ مرضي مزمن ولا علاج له. أخبرني أيضاً أنّني، للأسف، أوّل حالة بشرية تحاول الشفاء من هذا المرض.