«الابن يبقى ابني حتى تأتي امرأة تأخذه مني فيتزوجها، أما ابنتي فهي ابنة لي إلى الأبد»، هذه الجملة نقرأها على لسان الأم في رواية دي أتش لورانس في روايته «عشاق وأبناء» الصادرة عام 1913. إنه عقد لا ينفرط، حبل سرة لا ينقطع بسهولة بين الأم وابنتها، علاقة تستمر طيلة الحياة. الغريب أن هذه الاستمرارية في العلاقة ليست مرتبطة بمدى قبول الطرفين لها، قد تستمر رغماً عنهما، ويعجز أي رجل عن «خطف» الابنة من أمها.استقلالية الابنة لا تُتاح بسهولة، على الفتاة والأم أن تعيشا ما يشبه «الحداد» الذي يعلن موت الترابط التام بينهما، هذا ما تقوله المحللة النفسية ناتالي هاينش.
وهذا الحداد هو مرحلة تحضيرية ضرورية لتنتقل الابنة إلى مرحلة تصبح فيها هي الأخرى أماً.
بدون «الحداد» الانفصال لا يكتمل، والنمو الذي تعيشه الابنة يكون مشوّهاً، وستشوب علاقتها بزوجها، أو حبيبها، الكثير من المصاعب، وذلك بسبب ارتباطها الفكري والعاطفي بوالدتها.
(الأخبار)