أمل عبداللهاقترب فصل الشتاء أو فصل أمراض الزكام، بما تتسبب به من التهابات في الأنف والحنجرة. ورغم أن الالتهابات تنشأ عن الإصابة بلائحة طويلة من الفيروسات، على رأسها فيروس Rhinovirus، فإن دراسة حديثة أكدت أن جهاز الإنسان المناعي، لا الفيروس، هو الذي يتسبب بعوارض الزكام. ويسعى الأطباء إلى تطوير معرفتهم بالـ Rhinovirus ليس لكونه المسبب الرئيسي لأمراض الرشح فحسب بل لأنه مسؤول أيضاً، وبدرجة كبيرة ، عن أمراض خطيرة كالربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن Chronic obstructive pulmonary disease COPD. الأطفال الذين يصابون بهذا الفيروس في سنيهم الأولى، يزداد احتمال إصابتهم بالربو عشرة أضعاف عن الأطفال الآخرين. هذا إضافةً إلى العبء المادي الذي تحمّله معالجة هذه الأمراض للفاتورة الصحية.
في السابق، كانت الأبحاث تنحصر في دراسة مجموعة من المركّبات التي يفرزها الجسم للحماية من الزكام، وكرد فعل على الإصابة بالفيروسات المسبّبة له. ولكن هذه هي المرة الأولى التي تجري دراسة التغيرات الجينية التي تطرأ نتيجة الإصابة بالـ Rhinovirus تحديداً. كما أنها المرة الأولى التي يجري فيها الكشف عن بروتين مضاد للفيروسات يُدعى viperin يفرزه الجسم لدى الإصابة بالـ Rhinovirus. وسيسهم هذا الكشف في فهم علاقة الـ Rhinovirus بأمراض الربو و COPD.
اعتمدت هذه الدراسة، التي أُجريت بالتعاون بين علماء من جامعة فيرجينيا وباحثين تابعين لشركات عالمية على تكنولوجيا الرقاقة الجينية (gene chip technology)، وتساعد هذه الرقاقة على تقصي رد فعل كل جين بشري لدى الإصابة بالفيروس.
وتعدّ هذه الدراسة بحسب البروفيسور دافيد براود، الذي يرأس الأبحاث، خطوة كبيرة ستساعد على إيجاد أنظمة وقائية وعلاجية للزكام أكثر فعّالية من العلاجات المعروفة حالياً، كما أنها ستكون بمثابة خارطة طريق لعلاج الأمراض التنفسية عموماً.