شارة جزّارواللافت أنّ معظم هؤلاء قالوا للأخبار إنهم اختاروا المرشّح الأسود لأنّ عيشهم في الشرق الأوسط جعلهم يعيرون انتباهاً أكبر للسياسة الخارجيّة الأميركيّة التي لا يعيرها المواطنون الأميركيون عادة أي أهمية.
«صوّتت لأوباما لمئة سبب. فهو أفضل (من ماكاين) في السياسة الخارجيّة وكلّ شيء». هكذا بدأت آليس كلابتون (32 عاماً)، التي ستشاهد «التلفاز بقلق طول النهار» كلامها، في انتظار النتائج ليل الثلاثاء ـــــ الأربعاء. ولأليس أمنية «في عيد ميلادي اليوم 4 تشرين الأوّل، أتمّنى أن يربح. هذه هديتي».
أما أندرو تايبلر (36 عاماً)، فرأى أنّ «أوباما أفضل، ومستشاروه أحسن». لكنّه شدّد على أنّه لا يتّفق مع كل سياساته.
وفي ما خصّ السياسية الخارجيّة، أوضح أنّ أوباما يستطيع «التحدّث مع إيران وسوريا من أجل دفعهما إلى تغيير سياساتهما» في ما يتعلّق بـ«وقف البرنامج النووي الإيراني» و«دعم دمشق لفرق فلسطينيّة كحماس والجهاد» أو حزب الله. ويتابع تايبلر الانتخابات من خلال المناظرات التلفزيونية، والقراءة. لكنّه أسف لعدم تمكّنه من متابعة «اللقطات السلبيّة للمرشحين التي يبثّها التلفزيون في الولايات المتّحدة». يقول تايبلر «أعرف أنّ أوباما سيفوز». لذلك، «لن أسهر طوال الليل»، لكنّني «سأجتمع ببعض الأصدقاء في منزل أو حانة لمشاهدة التلفزيون».
وتابع: «الغالبيّة تعتقد أنّ أوباما نبي وأنّه سيتمكّن من حلّ جميع المشاكل. لكّن المشاكل ستبقى بغضّ النظر عمّن سيفوز بالرئاسة». مضيفاً «لن أحتفل» بالفوز.
من ناحيتها، امتنعت هايدي عيتاني (45 عاماً)، المتزوّجة من لبنانيّ، عن التصويت. فهي تخشى «أوباما لأنّني لم أر الكثير منه بعد»، كما أنّ «الجمهوريّين كانوا سيّئين في السابق».
أما غبريال فرانسس (32 عاماً) فيذهب إلى التأكيد أنه «لا أعرف أحداً في لبنان يشجّع ماكاين». ويفسّر ذلك بعاملين: غالبيّة الجالية في لبنان من الطلاب الذين يميلون إلى الحزب الديموقراطيّ. ثانياً، يهتّم الأميركيّون القاطنون في لبنان بالسياسة الخارجيّة لبلدهم، ويعتقدون أنّ بوش «خرّب الوضع في الشرق الأوسط ويريدون استرجاع سمعة الولايات المتّحدة». وسيتابع فرنسيس النهار الانتخابي عبر التلفزيون مع صديقه الكندي، لكنّه لن يذهب إلى سهرة السفارة حيث سيجتمع أميركيّون ابتداءً من الـ11 مساءً لمتابعة سير العمليّة، لأنّه لا يختلط «مع الأميركيّين في لبنان». فهم سطحيّون حسب اعتقاده.
أمّا صونيا داي (26 عاماً) فغير متحمّسة للانتخاب كما لو كانت في الولايات المتّحدة. وهي صوّتت لأوباما لأنها تراه «نسمة هواء نظيفة»، كما تأمل أن يكون «رئيساً جيّداً». وتعتقد أنّ الأميركيّين يريدون «رئيساً يعرف القيام بالأمور بطريقة أفضل».
المشترك بين أفراد الجالية هو متابعتهم للمناظرات والأخبار الانتخابيّة من خلال الإنترنت، بسبب فارق الوقت بين لبنان والولايات المتّحدة الذي يمنعهم من متابعتها عبر التلفزيون. كما نظّم «الديموقراطيّون في الخارج ـــــ فرع لبنان» عدداً كبيراً من اللقاءات في مقهى «زوايا» في الحمرا وفي بيوت خاصّة، من أجل جمع الأميركيّين لمشاهدة المناظرات أو الدعايات الانتخابيّة، ومناقشة البرامج والحملة الانتخابية والمآخذ عليها. ويتراوح الحضور بين 10 و40 شخصاً من ضمنهم بعض الجمهوريّين واللبنانيّين الذين يرغبون في متابعة الموضوع. وفسّر أمين صندوق «الديموقراطيّين في الخارج ـــــ لبنان» دايفيد نبتي (29 عاماً)، اللبنانيّ الأصل، بأنّ ثمّة 200 ديموقراطيّ مسجّل في الفريق الذي يتبع رسميّاً للحزب الديموقراطيّ، على عكس «الجمهوريّين في الخارج ـــــ لبنان» وهو ليس رسمياً. ويهدف الديموقراطيّون إلى «حثّ الأميركيّين على الانتخاب» في السفارة بدلاً من البريد.
يفسّر أندرو تايبلر آليّة الانتخاب للأميركيّين القاطنين في الخارج. إذ لا يجري التصويت في النهار عينه من خلال التوجّه إلى السفارة للاقتراع كما تفعل دول أخرى. بدايةً، على كل ناخب مغترب تسجيل نفسه وتقديم طلب للانتخاب من خارج البلاد من خلال ملء استمارة وإرسالها إلى آخر بلدة انتخب فيها.
وعندما يتمّ التأكّد من المعلومات، يحصل الناخب على الموافقة وترسل إليه «ورقة الاقتراع» عبر البريد من جانب المجلس الانتخابي للبلدة. ويجب على المواطن أن يعيد إرسال الورقة من خلال البريد مباشرةً إلى البلدة التي يصوّت فيها، أو من خلال السفارة الأميركية التي ترسلها بالبريد الدبلوماسي إلى واشنطن، ومن هنالك إلى البلدة الخاصّة بالشخص.
يبقى الحديث عن خطط الفائزين في الاحتفال. فإذا فاز أوباما، فسيحتفل ديموقراطيّو لبنان بالحدث في منزل أحدهم في الجميّزة. أمّا إذا ربح ماكاين، فلن يحتفلوا، لكنّهم سيجتمعون بهدف مراجعة نقديّة للحملة. وبالطبع سيكون الجمهوريون مذهولين لو نجح مرشحهم، لدرجة أنه قد لا تُعرف ردة فعلهم قبل انقضاء اليوم.