بيبي»، «قلبها»، «حياتو»، وعبارات كثيرة غيرها يمكن سماعها خلال جلسات الشباب. يختصر العشاق أسماء من يعشقون بهذه العبارات، فتلتبس الأسماء والأشكال من حين إلى آخر، وخاصة حين يسري مفعول الكحول في العروق: من «بيبي» ومن «حياتو»، هي «بيبَة» مَن في الأصل؟ يختلط كل شيء و«تضيع الطاسة»، وما أحلى ضياعها!يشغل الحب الأعمى عقول الأصدقاء، حتى أولئك الذين سخروا في أحد الأيام من غيرهم في لحظات مماثلة. وهذا الحب الأعمى كفيل بأن يغيّر ثوابت اجتماعية موجودة و«موثّقة» منذ زمن، فتسقط معه كل التجارب وخلاصاتها. حتى لو أنّ هذه التجارب قليلة وغير كافية ولا تقدّم الخبرة اللازمة لتحديد موقف من هذه القضية.
ثمرة هذا الحب تكون الارتباط أو الزواج، بدل أن تكون شيئاً آخر، أسرع وأسهل وأدقّ وأكثر تعبيراً من هذه العلاقات الاجتماعية السخيفة. فيجرّ هذا الشعور الفرد إلى التفكير لـ«بعدين». التفكير بالحياة واستشراف المستقبل وحساب كل ليرة وكل شاردة وواردة، في سياق بناء مؤسسة لا تبغي سوى الربح المعنوي ـ والمادي في بعض الحالات، حين يرتبط الحبّ بأدقّ التفاصيل، ابتداءً من موديل السيارة وانتهاءً بماركة الثياب الداخلية. وفي بيروت وغيرها من المدن اللبنانية، لا يزال موديل السيارة يؤثر على نظرة الشباب، ذكوراً وإناثاً، أي «الشاب الـtrès bien» من جهة و«بنت العيلة» من جهة أخرى، أو «الحبة النظيفة اللقطة» في كلتا الحالتين.
والمثير للسخرية أنه بين ليلة وأخرى، تنقلب الأمور بكارثية، فتتحوّل الـ«بيبي» إلى شيء آخر لا يمتّ إلى هذه العبارة بصلة. ومع هذه التغيّرات تسقط كل الأفكار وكل ما حاول الفرد التفكير به، ويتمنى لو لم يفعل.
لماذا الجميع غارقون في حب أعمى؟ ألأنهم يجيدون الكذب بعبارات وحركات وغيرها؟ ربما.
ما أجمل تحوّل كل ما فكّرتم به إلى رماد، وتزول «بيبي» و«حياتو» من قواميسكم وتعودون إلى ما هو أسرع وأدقّ وأسهل وأكثر تعبيراً!

نادر...