سقط جريح أمس في إشكال بين الطلاب العونيين والقواتيين في كلية العلوم ـ الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية على خلفية توزيع المقررات
ليال حداد
عادت الإشكالات بين طلاب التيار الوطني الحرّ وطلاب القوات اللبنانية في كلية العلوم ـ الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية، لكن هذه المرة بسبب الخلاف على صلاحية توزيع «المقررات» في الكلية.
وكما هي الحال دائماً، اختلفت الروايات بين الطرفين. العونيون يؤكدون أن القواتيين استفزوهم منذ بداية العام الحالي، فصلاحية توزيع المقررات من حقّ الهيئة الطلابية وحدها، كما ينصّ القانون، وبالتالي لا يحقّ لأي طرف ثانٍ القيام بهذه المهمّة. وفي محاولة لحلّ هذا الصراع، جمع مدير الفرع الطلاب، وأعلن أنّ مهمّة التوزيع هي من حقّ الهيئة الطلابية، التي فاز فيها التيار العام الماضي.
«غير أن القواتيين لم يلتزموا القرار، واستمرّوا بتوزيع المقررات»، يوضح أحد النشاطين في التيار داخل الكلية. وتطوّرت الاستفزازت إلى كلام في أحد صفوف المعلوماتية بين طالب قواتي وطالبة عونية، فهدّد الطالب الفتاة، وتحوّل التلاسن إلى تشابك بالأيدي بين الطرفين.
ومن غرفة الصفّ إلى الكافيتيريا، «التي يتّخذها القواتيون مقرّاً لهم»، يقول الطالب العوني إن الإشكال تطوّر وتحوّل أيضاً إلى تشابكٍ بالأيدي. ولم ينته الإشكال إلا عند تدخّل الدرك بعد طلب من المدير. إلا أنّ المشكلة بين الطرفين لم تبدأ أمس، كما يوضح الناشط العوني، إذ كان القواتيون قد دعوا التيار إلى اجتماع الأسبوع الماضي لتهدئة النفوس، وتجنيب الكلية أي مشكل أو توتّرات، «ولكن كما كان يفعل سمير جعجع أيام الحرب، يجتمع مع الجنرال صباحاً ومساءً ينهال على بعبدا بالقذائف، هكذا فعلوا هنا في الجامعة وأكملوا استفزازهم». هذه هي رواية العونيين.
غير أن النسخة الثانية التي يتناقلها القواتيون تبدو مختلفة. فالمشكلة، كما يقول رئيس خلية القوات في الكلية، جورج عنداري، بدأت الجمعة الماضي على خلفية أحد الأقراص المدمجة. وفي التفاصيل أن القواتيين كانوا قد أوقفوا توزيع المقررات في الجامعة ووضعوها في إحدى المكتبات خارج الكلية، وطلبوا ممن يريد من الطلاب أن يأخذها من هناك. وحين أتى أحد القواتيين ومعه قرص مدمج يحتوي على مادة «++C»، حصل إشكال يوم الجمعة، وكان من المفترض أن يكون قد انتهى. إلا أن الطالب، كما يقول عنداري، حضر أمس إلى الجامعة وسمع أقوالاً عن توزيعه لأقراص تحتوي على مواد إباحية، فاستعلم عن الأمر، ليتبيّن، حسب العنداري، أن إحدى العونيات قد روّجت لذلك.
وحين قصدها الطالب ليستفسر عن الأمر، هجم عليه العونيّون واتهّموه بالتهجّم على الطالبة بالشتم، وتوجيه اتهامات لها، «فانهالوا عليه بالضرب، وحين تدخّل الطالب القواتي جو أبو جودة لفض الخلاف، وإبعاد المتضاربين أمسك أحد العونيين بكرسي وضربه به على رأسه»، يروي عنداري، ما أدّى إلى جرح أبو جودة.
يسأل عنداري عن صوابية ممارسات التيار داخل الكلية، ممارسات يشبّهها «بتلك التي تقوم بها شرطة مجلس النواب». ويؤكّد أنه حتى لو كان القواتيون يوزّعون مقررات أو أقراصاً مدمجة أو كتباً داخل الكلية فليس من حقّ الطلاب العونيين الاعتداء على القوات اللبنانية بالضرب، مهما كانت الأسباب.