جانا رحاليشعر الإنسان بالقلق أحياناً كثيرة، وتتعدد الأسباب. القلق جزء لا يتجزأ من حياة البعض اليومية، وهنا نقصد الراشدين طبعاً. إذاً، إنه شعور يرافقنا في بعض يومياتنا بعد بلوغ سن الرشد. لكن عندما يشعر الصغار والمراهقون بالقلق، فإنّ الأمر غير اعتيادي في نظر عامة الناس. الدراسات الجديدة تكذّب الاعتقاد الشائع، ويلفت الباحثون إلى أنّ القلق عند الطفل جزء من التطور الطبيعي للصغار، وبصورة خاصة عندما يكون القلق حالة عابرة وبسيطة. ولكن هذا الشعور يتحوّل إلى حالة مرضية تستدعي الاهتمام والعلاج عندما يستمر لفترة طويلة، أو يكون عاملاً يؤثر سلباً على التفاعل الاجتماعي وأدائه اليومي في المدرسة والمنزل. وعادة لا ينتبه الأهل إلى هذا المرض، فيعتبرونه حالة يعيشها الإنسان خلال فترة النمو، ولكن لا يدركون مدى تأثيرها على مستقبل الطفل أو المراهق إذا لم يخضع للعلاج.
وهنا نتوقف عند ما جاء في دراسة نُشرت أخيراً في موقع «The New England Journal of Medicine». وتلفت الدراسة إلى أنه إذا عانى الصغير أو المراهق من القلق لفترة طويلة، فإن أفضل علاج يكون عبر دمج الأدوية المخصصة لهذه الحالة مع العلاج النفسي.
وقد اكتشف معدّو الدراسة، من خلال مراقبة نحو 500 مريض، أن 80 في المئة من المرضى عولجوا بجمع العلاجين، وأن أولئك أبدوا تحسّناً كبيراً. أما الذين اعتمدوا أحد العلاجين، فإن أقل من 60 في المئة منهم أبدوا تحسناً. ويقول الخبراء إن هذه الدراسة تعطي للمرضى الصغار صورة أوضح عن العلاج المزدوج ويزيد اهتمام ذويهم بهم.
وأكد الباحثون أنّه ليس هناك آثار جانبية للأدوية المستخدمة في دراستهم. وعلّق مدير برنامج علم نفس الأطفال والمراهقين في جامعة مينسوتا، الدكتور سانجيف كومرا: «إنه لأمر مفاجئ وجود فرق بين العلاج المزدوج والعلاجات الأخرى»، وأضاف أن هذه الدراسة تؤكد للأهل المهتمين ضرورة البحث عن طرق علاج نافعة لأطفالهم.
وفي التقرير الجديد التابع للدراسة المموّلة من المعهد الوطني للصحة العقلية، عيّن الباحثون أطفالاً من سن السابعة إلى سن السابعة عشرة يعانون من قلق بسبب فراق الأهل أو حالات اجتماعية أخرى. بعدها قام الأطباء بتوزيع المرضى على أربع مجموعات: الأولى تستخدم أدوية، والمجموعة الثانية تتلقّى علاجاً نفسياً، والثالثة تتلقّى العلاجين معاً، أما المجموعة الرابعة فتستخدم دواءً غير مؤثر. وفي العلاج الكلامي، يحدد الأطباء الأفكار التي تقلقهم ويحاولون التخلص منها.


جرس إنذار

قليل من القلق ينفعنا في حياتنا. المعالج النفسي الفرنسي أندريه كريستوف ذكّر بأن القلق يكون بمثابة إنذار لتحوّلات خطيرة نعيشها في حياتنا، وقد يكون محفّزاً لنا لنطوّر أسلوب حياتنا


أشكال متنوّعة

تتنوع أشكال نوبات القلق التي يمر بها المرء. فقد يعيش البعض نوبات تتكرر وفق توقيت شبه محدد، وآخرون يعانون نوبات هي كالنوبات العصبية المتفجّرة، وهي إنذار بأن القدرة الدفاعية عند المرء بدأت تنهار