ديما شريف اسمي فلانة فلانية (دون أل التعريف). أبلغ من العمر تسعة وعشرة.... لنقل خمسة وعشرين عاماً.
أعيش في علبة أحذية صغيرة. في هذه العلبة نافذة واحدة تطلّ على «فريد». و«فريد» هذا هو قطّ المبنى الذي أسكن فيه، ولا يحلو له «النباح» سوى تحت هذه النافذة اليتيمة الثالثة من صباح كل يوم. نعم، «فريد» القطّ ينبح، وبشكل مزعج أيضاً لأنّها الثالثة صباحاً.
أنتقل من علبتي الصغيرة إلى علبة أكبر للعمل. علبتي الأخرى هذه تملك نافذتين كبيرتين. لكنّ هاتين النافذتين «متل قلّتهن» لأنهما، وببساطة، لا تطلّان على شيء. في الحقيقة، تطل إحدى هذه النوافذ، أحياناً، على شيء جميل، ولكن لا يعوّل عليه كثيراً.
أحبّ عملي جدّاً. أعيش من أجله. والكل يعرف ذلك ويسخر البعض من تعلّقي الهوسيّ به. رغم ذلك، أصبحت أخيراً أعمد فور استيقاظي إلى البحث عن أطرافي كي أتأكد من أنّ أيّاً منها لم يختفِ كي يكون لي عذر بعدم الذهاب إلى العمل. كذلك فإنني أحبّ عائلتي جداً. فهي عائلة «مهضومة» وتتقبل اختلافي عنها برحابة صدر. رغم ذلك، أستيقظ نهاية كلّ أسبوع آملة بعمل إضافي يبقيني مع «عذر شرعي» بعيداً عن أهلي.
وأنا أحبّ أصدقائي كثيراً. أي ما بقي منهم، بعد أن توفّي البعض لأسباب لبنانية جداً، أو انقطعت العلاقة مع آخرين لأسباب أخرى، لبنانية جداً أيضاً. لكنّني أحياناً أدّعي المرض أو كثرة العمل للتهرّب من لقائهم.
هذه سيرتي الذاتية جداً. إذا كان من الممكن أن يبادلني أحدهم بسيرة أخرى، فأنا لا أستطيع أن أولد من جديد، فهناك احتمال أن لا يغطّي الضمان الصحي تكلفة العملية.