ليال حداد«كِلما ما كِبروا العضلات بخِفّوا العقلات». هذه هي القاعدة الذهبية التي تمشي عليها صونيا جرجورة (46 سنة) والتي حرصت على نقلها إلى ابنتها ريم لتكون الأساس في علاقتها مع الشباب. ريم (22 سنة) تضحكها آراء والدتها، ولا تفهم سبب هذه العبارات التي تختصر نوعاً من قواعد «مقدسة» عندها. فإضافة إلى قاعدة «العضلات والعقلات»، تنصح المرأة ابنتها بأمور أخرى، كعدم ارتداء اللون البنفسجي لأنه لا يناسب الفتيات «وبهشِّل الشباب» لسبب غير مفهوم، وضرورة شرب اللبن كل مساء حفاظاً على نضارة البشرة. المهمّ أن ريم أيضاً لا تحبّ العضلات من دون نصيحة والدتها، «ولكن لا ضير بأكتاف عريضة وزنود قوية، تخيّلي أن تخرج الفتاة مع شاب أنحف منها، الأمر غير منطقي وغير مريح».
غير أن الحديث عن عضلات الشباب، يأخذ تلقائياً منحىً جنسياً عند بعض النساء، زينة (18 سنة) لا يعجبها الشاب الذي يقضي أيامه في نوادي اللياقة البدنية «تخيلي ممارسة الجنس مع شاب لديه عضلات كبيرة ويقضي يومه واقفاً أما المرآة»، تضحك زينة مع رفيقتها على التعليق لتكمل حديثها بطريقة أكثر جدية «أنا أمزح، ولكن الخروج مع شاب عضلاته كبيرة أمر مضحك، الأمر شبيه بالخروج مع مصارع». تتخيّل الفتاة مشهد عناق «أبو عضلات»، كما تسميه، لحبيبته «قد تختنق الفتاة من يعلم» تعلّق، ساخرةً من المشهد المفترض.
هكذا تتحوّل العضلات عند الفتيات «الكلاس» إلى رمز للمستوى الاجتماعي الأدنى أو إلى «محاولة تعويض عن نقص معيّن في المستوى الاقتصادي، الاجتماعي أو الثقافي» تشرح سيلفانا نمّور، التي ترفض الارتباط بشاب «مش آخدلو عقلو إلا زنودو». نمّور تعمل في أحد المصارف في شارع الحمرا، وتؤكّد أن صورتها في المجتمع «ستتحطّم» إذا خرجت مع أحد هؤلاء الشباب «أنا في الثلاثين من عمري، وفي هذه المرحلة لا أبحث عن بنية قوية بل عن عقل يفكّر».
إلا أن عدم إمكان التقاء العقل والعضل، أمر مبالغ فيه، «شكل الرجل مع عضلات سكسي» تقول زينة شريف، فبنظر طالبة العلوم الاجتماعية أن «احتقار» بعض الفتيات للعضلات أو الأفكار المسبقة تعبّر عن «عقد نفسية، فمن يستطيع أن يحكم على شخص أو على ذكائه من خلال شكله، هذا تحديداً هو النقص بالذكاء وليس تربية العضلات».
أما في المناطق الشعبية، هناك حيث تستهوي أندية كمال الأجسام الشباب، فتختلف آراء الفتيات رغم أن الأغلبية ترى أن «العضل» مرادف للأمان كما تشرح ريتا أبو منصور (21 سنة). ريتا تسكن في إحدى مناطق بيروت الفقيرة، «بس يكون معك شب عندو عضل ما حدا بيسترجي يحكي معك، ما حدا بزنّخ عليكي». وبما أن «التزنيخ» والتحرّش اللفظي يكثر في هذه المناطق، تصبح مرافقة شاب «معضّل» ضرورة.