بسام القنطارجردة مفصّلة، قدمتها المنظمات المعنية بإزالة الألغام والقنابل العنقودية، في «مؤتمر بيروت الإقليمي عن اتفاقية القنابل العنقودية» الذي نظّمه المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام، أمس، بالتعاون مع حكومة النروج في فندق «كراون بلازا». لكن هذه الجردة لا تلغي الحقيقة التي تقول إن 12% من أصل 48 مليون متر مربع من المساحة الملوّثة بالألغام والقنابل العنقودية، التي كان من المفترض أن ينتهي العمل فيها مع نهاية العمل 2008، سوف تبقى بدون تنظيف، وستضاف إلى 5.5 مليون متر مربع أخرى ستقع منذ مطلع عام 2009 مسؤولية تنظيفها على الجيش اللبناني مباشرةً بسبب تناقص التمويل الدولي، في وقت خلا فيه مشروع الموازنة الجديدة للحكومة من أيّ بند يتعلق بصرف أموال مخصّصة لاستكمال هذه العملية.
نائب وزير التنمية النروجية هاكون غولبراندسن، بشّر بأن المؤتمر الذي سيعقد في مطلع الشهر المقبل في بلاده «سيشهد توقيع أكثر من 100 دولة معاهدة دولية تحظر الذخائر العنقودية إلى الأبد». وأضاف: «إن هذه الاتفاقية ستمثّل أداة أساسية لتحسين الحياة في المناطق المتضررة، وتتضمن التزاماً بتطهير الأراضي».
«البشارة» النروجية قابلها التزام من جانب وزير الخارجية فوزي صلوخ، الذي شارك في افتتاح المؤتمر، مجدداً التزام لبنان «اتخاذ التدابير الإجرائية الآيلة إلى الانضمام إلى الاتفاقية، حيث تقوم المراجع المختصة بدراستها لتحيلها على مجلس الوزراء، تمهيداً للموافقة على توقيعها». وقدّم صلّوخ عرضاً مفصلاً عن الاتفاقية، غامزاً من قناة الدول التي «ضغطت باتجاه اعتماد صياغات مرنة، كالسماح للدول الأطراف المشاركة في عمليات عسكرية مع دول أخرى قد تستعمل القنابل العنقودية». في إشارة إلى الدول التي قد تساعد إسرائيل، الرافضة لهذه الاتفاقية، في أي حرب مقبلة قد تشنها ضد لبنان.
وأضاف: «بما أننا لم نحصل بعد على الخرائط والبيانات والمعطيات الخاصة بمواقع القنابل العنقودية من إسرائيل عبر قنوات الأمم المتحدة، كان إصرارنا على أن يتضمن مشروع الاتفاقية إلزاماً واضحاً للدولة المعتدية بتحمل تبعة ومسؤولية التعويض وإزالة البقايا غير المتفجرة والإفراج عن المعلومات التي بحوزتها عن أنواع وكميات القنابل العنقودية والمواقع الدقيقة للهجمات».
وشرح رئيس المركز اللبناني للأعمال المتعلق بالألغام، العميد محمد فهمي، «الأخطار والكوارث التي تسبّبها الألغام والذخائر العنقودية في لبنان، وخصوصا في ما يتعلق بالأرواح». وتحدثت حبوبة عون باسم الائتلاف العالمي ضد القنابل العنقودية، فأشارت إلى «أن هذه الاتفاقية الجديدة قد تكون غير عادلة بحق الشعوب الفقيرة أو الضعيفة كمثل حالنا، ولكنّني مع زملائي أشجع كل الحكومات على الانضمام إليها». بدورها عرضت ممثلة برنامج الأمم المتحدة للإنماء في لبنان ماريا رويدس، جهود وكالات الأمم المتحدة في نزع القنابل العنقودية ونشاطات التوعية من مخاطرها، وأشارت إلى أن «كلفة هذه الأنشطة تقدر بـ120 مليون دولار أميركي».


مبادرة أوسلو

أطلقت النروج مبادرة في شباط 2007 عُرفت بمبادرة أوسلو، بعد فشل محادثات الحكومات ضمن المنتدى التقليدي لمناقشة قضايا تقييد استعمال أسلحة تقليديّة معيّنة، وبعد ما شهده العالم من فداحة العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006.
وكان الهدف العمل على التوصل إلى معاهدة دولية لحظر القنابل العنقودية مع نهاية عام 2008. وقد جرى توقيع إعلان أوسلو من جانب 46 دولة بينها لبنان. وتعدّ هذه الاتفاقية أهم معاهدة إنسانية لنزع السلاح، ولقد تخطى النص النهائي للمعاهدة الذي جرى التفاوض عليه في مؤتمر دبلن ـ أيرلندا في 30 أيار الماضي كل التوقعات، حيث احتوى أكثر الأحكام قوة، وحظر استعمال ونقل وتخزين الذخائر العنقودية وطالب بمساعدة الضحايا.