متري نبهانأصدرت عن شعراء زحلة بحثين وخمسة مؤلفات بدافع إحياء التراث الشعري في زحلة تحت عنوان «زحلة الشاعرة»، بعدما لقيت تشجيعاً من الشاعر المرحوم خليل فرحات، والسفير فؤاد الترك. ولم أطلب من أحد مساعدة مادية كما يفعل سواي من الذين كتبوا في هذا الموضوع، كما لم أعرض للبيع كتاباً واحداً باستثناء المشاركة في معرض انطلياس الثقافي لثلاث سنوات متتالية. ليس هذا موضوع كلمتي، إنما أود الإشارة إلى أنّ باحثاً ألمعياً يدعى كامل التوم، تنطّح لأخذ دوره بين النقّاد سعياً لكسب ماديّ، حتى ولو تجاوز المنهجية العلمية في الكتابة، والأمانة العلمية في النقل غير المبرَّر عن سواه.
أتاني هذا الناقد ذات يوم وأطلعني على رغبته في إصدار أبحاث عن أدباء وشعراء زحلة، وقد شجّعته على ذلك وزوّدته بما طلب مني من مراجع ومنها كتبي المنشورة بهذا الخصوص. وقد فوجئت بعد سنة ونيِّف بصدور كتابه الأول الذي ضمَّ اثنين وسبعين شاعراً من المتوفين، فكان الكتاب أشبه ببطاقات التعريف بهؤلاء الشعراء والأدباء كما وصفه الأستاذ جورج كفوري في مطالعته في الندوة التي أقامها للباحث المتطفل مجلس بلدية زحلة ومجلس قضاء زحلة الثقافي، في 21/10/2008.
أما دهشتي الكبرى فجاءت بعد قراءتي لما كتبه عن الشعراء الذين تناولتهم في أبحاثي، حيث لم يتورع في نقله الحرفي لمقاطع من هذا الشاعر أو ذاك دون أن يشير إلى المرجع، فضلاً عن أن جميع العناوين البارزة في الموضوع المتناول، قد نقلها كما هي، وحتى الأبيات الشعرية الخاصة بالموضوع والعنوان. ومجمل القول، لم يحد في كل بحث عن الأفكار الرئيسة التي تضمنتها أبحاثي دون أن يكلّف نفسه عناء البحث والتنقيب والاستنتاج.
فعلى سبيل المثال، في موضوع الصورة الشعرية لم يخرج عن إطارها، وخاصة عند الشاعر نقولا يواكيم والشاعر خليل فرحات، اللهم إلا أنه استشهد في كل بحث، بقول لي لم يتجاوز السطر، وإن جاء في غير مكانه. أضع هذا المقال بين أيدي القراء، وخاصة المهتمين بالأبحاث العلمية، وأظن أن كتبي موجودة لدى البعض منهم. ومن أراد تفصيلاً أو استطلاعاً فأنا على استعداد تام لتبيان كل ما أوردته.
وبعد أسأل: من يحمي في هذا الوطن الملكية الفكرية من المتطاولين على الكتابة والأبحاث؟ ولمن نتشكّى لوضع حدّ لمثل هذه التجاوزات؟ فأنا اليوم وربما غيري غداً. ما دام هذا الباحث مصرّاً على إصدار كتابه الثاني حيث لا رادع يردعه، فعلى العكس إنّه يجد تشجيعاً متزايداً، وخاصة من مجلس بلدية زحلة ومن مجلس قضاء زحلة الثقافي الذي هجره أهله.