صيدا ــ خالد الغربيبعد غفوة امتدت أسابيع، أيقظ محافظ الجنوب مالك عبد الخالق أمس، ما كان قد أثاره مجلس الأمن الفرعي في الجنوب الذي يترأس المحافظ اجتماعاته، والمتعلق بإزالة صور القادة السياسيين، الأموات منهم أو الأحياء، من الأماكن العامة في المدينة. ما تطلب يومها قيام المحافظ وقادة الأجهزة الأمنية بزيارات للمراجع السياسية في المدينة للتشاور معها في مدى إمكان التنفيذ. وكانت تلك القيادات قد أبدت موافقة مبدئية مع تحفظ بعض القوى على «الشكل والآلية»، ورأت أن التطبيق يخدم آل الحريري بالنظر لامتلاكهم «أملاكاً خاصة» عند النقاط الاستراتيجية لانتشار الصور.
أمس أجرى عبد الخالق اتصالات بعدد من القوى الحزبية والسياسية، مقترحاً بعض الصيغ لإزالة الصور. ووفقاً لمصادر نائب صيدا أسامة سعد، فإن الأخير ومن حيث المبدأ لا يمانع في إزالة الصور، لكنه لا يحبذ ما يُتداول من صيغ، كتأليف لجان مشتركة، متسائلاً عن الآلية التنفيذية «كي لا يكون هناك طبقية في وضع الصور مستقبلاً، فيتاح للقوى المالية، بحكم إمكاناتها، استئجار أماكن على مقربة من الساحات العامة والشوارع الرئيسة في المدينة ورفع الصور على أرضها كأملاك خاصة، بينما يحرم من ذلك من ليس بحوزتهم المال». أما رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري فقد أبلغ من التقوه للموضوع بضرورة تطبيق مبدأ العدالة، مقترحاً بعض الأفكار، ومنها الحصول على الموافقة المسبقة من البلدية لرفع الصور، حتى في الأماكن الخاصة المشرفة على الطرق العامة. ويتساءل كل من سعد والبزري عن الصور المعلقة لآل الحريري في المدارس الرسمية، وحتى في بعض المؤسسات العامة. وهو أمر أثار سابقاً بعض الإشكالات، كما حصل العام الماضي في مدرسة رسمية ابتدائية على خلفية وجود صور لقادة تيار المستقبل، أدى يومها إلى سقوط جرحى في صفوف التلامذة.
وعلى الرغم من الاشتباك السياسي الدائم في المدينة، وعدا حادث حصل قبل 7 أيار، حين اعتدى مجهولون على صورة للنائب الراحل مصطفى سعد، فرد مجهولون بتمزيق صورة الرئيس الراحل رفيق الحريري، أثبتت الوقائع أن الصور لم تكن مادة لتوترات. وبرأي منى حجازي (ربة منزل) لا بد من تنظيم الأمور «لكن ما يمكن قوله إننا نعتز بقادة صيدا، على اختلاف انتماءاتهم».