فهيم حمزةبكل تقدير واحترام، نأمل في ظل سيادتكم أن نعود إلى الوطن أو استصدار مرسوم جمهوري لشطب قرانا المهجّرة عن خريطة الوطن! 25 عاماً من التهجير في قرانا، وإخواننا المسيحيون مهجرون خارج قراهم، ولا عودة حتى اليوم رغم تعاقب الحكومات الحريرية وحكومات الوحدة الوطنية والحكومات السنيورية. وزارة المهجرين تعاقب عليها الوزراء من جميع الطوائف والمذاهب والأحزاب، ولم نحصل حتى اليوم ولو على قرار متواضع لنعود إلى بيوتنا، وأن يعود المهجّر المبعد قسراً إلى قريته. ربما حرصاً على عدم إقفال هذا الملف المليء بالفساد والإفساد. أو إرضاءً للمسؤول عن ملف المصالحة ودفع التعويضات.
كلنا ثقة بوطنيتكم وإخلاصكم للمواطن والوطن يوم كنتم قائداً للجيش وداعماً أساسياً للمقاومة الباسلة في الجنوب المقاوم، وما زلتم مياهاً نقية لتطفئ نار الفتنة بين سنّة وشيعة، وشيعة ودروز، ومسلمين ومسيحيين، قدّمتم أغلى التضحيات لإطفاء هذه النار الحارقة، كنتم المثل الأعلى الذي قدم القرابين على مذابح هذا الوطن.
نحن في قرى الشحار الغربي، وتحديداً عبيه، ناشدنا فخامة الرئيس السابق إميل لحود أن يتولى ملف عودة المهجرين ودفع التعويضات في قرانا المهجّرة المنكوبة، وكان هذا من أولوياته، ولكن الجميع يعلم بجملة «فلّ» ممّن كانوا معنيين وأبطال هدم بيوتنا وتهجيرنا من قرى الشحار الغربي.
لا نتطلّع إلى الماضي، بل أمام أعيننا مستقبل زاهر في ظل تولّيكم الرئاسة.
لقد أبعدوا واستبعدوا فخامة الرئيس السابق إميل لحود لغاية في مشروع شرق أوسطي جديد أو قديم، لا أعلم، كل ما نعرفه أن حصار فخامة الرئيس لحود كان من جانب عوكر وحلفائها المحليين. أما اليوم، وبعد انتصار المقاومة في عام 2000 وفي تموز 2006، والانتصار الأكبر بتحرير الأسرى ورفات الشهداء الأبرار، نرى أنه قد تغيّرت موازين القوى إقليمياً ودولياً.
كما توافقتم في الدوحة، وفي اللقاء الوطني في بعبدا الذي جمع كل الأطراف المتنازعة، نتمنى من جميع الأفرقاء في الحكومة الموقرة برئاسة السنيورة أن يفرجوا عن أموال التعويضات لقرانا المهدّمة، والجميع متعطش للعودة إلى منزله والمهجّر إلى قريته.
إننا نعاني منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً هجرة وتهجيراً. لقد أصبحنا على يقين بأن قريتنا تحاسب على انتمائها الوطني والقومي.
هل تحاسب عبيه لأنها أنجبت سمير القنطار بطل عملية عبد الناصر في نهاريا؟
أتحاسب عبيه لأنها أنجبت إنعام حمزة المناضلة المستشهدة في شبعا في عملية ضد العدو الصهيوني. هل تعاقب عبيه وأهاليها لأنهم تصدوا للعدو الصهيوني في اجتياح 1982.
أنحاسب لأننا تركنا في عبيه المئات من أهلنا المسيحيين المسالمين أثناء انسحابنا من القرية، ما هو ذنب عبيه، مقاومتها للاحتلال، تاريخها النضالي، تعايشها السلمي.
نحن لسنا ضد دفع التعويضات عن كل ما حدث من أضرار وفي كل المناطق اللبنانية. للحرب نتائج، المهم كان الانتصار في حرب تموز والثاني كان الانتصار على القوى الظلامية في نهر البارد.
رئيس الحكومة غادر إلى أقاصي الأرض ليجمع المال لإعمار نهر البارد، حيث جميعنا يعلم مَن درّب كل العصابات وسلّحها وموّلها.
سنوات طوال من الهجرة والتهجير، الحكومات السابقة والنواب السابقون الذين توالوا على المجلس لم يلحظونا على الخارطة اللبنانية.
إننا نضع اليوم مطلبنا المحق الذي ليس هبة من أحد برسم الأخذ بعين الاعتبار.
مهما كبرت إقطاعياتهم وزعاماتهم، سوف يفاجأون بالورقة البيضاء، لنعبّر عن سوء تمثيلهم للقاعدة الشعبية التي يمثلون.
نتمنى على فخامتكم إقفال هذا الملف في قرى الشحار الغربي قبل موعد الانتخابات البرلمانية حتى لا يكون في عهدكم التوفيقي ورقة بيضاء تعبيراً عن قرفنا من الأداء الحكومي والبرلماني، نتمنى أن تكون في أولوياتكم الوطنية ألا يبقى محتل ومهجر في قلب جبل لبنان وغيره من مناطق لبنانية.
نتمنى أن نكون جزءاً من لبنان، ونتساوى مع البارد والضاحية والجنوب وغيرها، وبدون ملفات فساد وإفساد.
إن هذه التعويضات هي حق مشروع للناس، وفي الوقت عينه لن تصرف هذه الأموال إلا في لبنان، فتحرك العجلة الاقتصادية، فليس منّا مَن سيودع هذه الأموال لا في بنوك الداخل ولا الخارج، لأنها، حسب صرف الليرة، لا تكفي حتى لترميم بيوتنا المهدّمة.